اشارت اوساط متابعة لصحيفة "الراي" الكويتية الى أن "الأمين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ بدا وكأنه انْتَقَل من موقع الهجوم الى الدفاع خلال خطابه الاخير، وهو ما اعتُبر في سياق محاكاة المتغيرات ولا سيما في ظلّ اقتراب اكتمال الكماشة الأميركية من حول ​إيران​ وانكشاف ​الأزمة السورية​ على مزيد من فصول اقتطاع النفوذ بين اللاعبين الاقليميين والدوليين"، لافتة الى ان "نصرالله، الذي سَبَق ان نعى المشروع الأميركي في المنطقة متحدثاً عن هزيمته وأن إيران ومحورها انتصرا، قدّم مقاربة للتحديات الآتية عكستْ ان الهجوم الأميركي ما زال في عزّه، وصولاً الى دعوته قبل أسابيع قليلة من دخول إيران في استحقاق كبير وخطير، هو بدء تنفيذ العقوبات الأميركية على الجمهورية الإسلامية الى الوقوف بجانبها سياسياً، وإعلامياً، وشعبياً، ومعنوياً وعلى كل صعيد".

وتوقّفت الأوساط نفسها عند الطابع الهجومي في موقف نصرالله، الذي يُتْقن فنّ الحرب النفسية، والذي توجّه فيه الى ​اسرائيل​ ومحاولاتها قطْع الطريق على حصول الحزب على ​الصواريخ​ الدقيقة معلناً انه انتهى الأمر وتمّ الأمر وأُنجز الأمر وباتت المقاومة تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة ومن الإمكانات التسليحية ما إذا فَرضت ​إسرائيل​ على ​لبنان​ حرباً ستواجه مصيراً وواقعاً لم تتوقعه في يوم من الأيام، معتبرة ان " خلف تأكيد نصرالله المؤكد لجهة امتلاك حزبه صواريخ دقيقة واستراتيجية، تطلّ أبعادٌ ردعية - دفاعية تعكس خشيةً من إمكان استغلال اسرائيل العقوبات على إيران وما بعده للاندفاعة في حربٍ قد تجد فيها الفرصة الملائمة، مع وجود الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ في ​البيت الأبيض​ والخطوط الحمر الروسية في ​سوريا​، للتخلص من الترسانة الصاروخية لـحزب الله، وإن كان تَعمُّد الكشف الرسمي عن وصول الصواريخ الإيرانية الكاسرة للتوازن الى مخازن الحزب من شأنه تسليح ​واشنطن​ و​تل أبيب​ بورقة لممارسة المزيد من الضغط على لبنان وتعريضه تالياً لمخاطر كبرى ولا سيما في ظل سيف العقوبات الأميركية المصلط.