ترأس البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ قداسا احتفاليا في ​كنيسة سيدة لبنان​ في مدينة هاليفاكس في كندا، وأعرب في عظته عن اسفه كيف أن "هذا الشعب العظيم لا يقابل عمله ودوره من قبل الجماعة السياسية في لبنان"، مؤكدا ان "هناك هوة كبيرة بين ​المجتمع المدني​ اللبناني والمجتمع السياسي".

واعلن أنه "بفضل المنتشرين اللبنانيين عقدت الاسرة الدولية ثلاثة مؤتمرات لدعم لبنان بجيشه واقتصاده وموضوع النازحين، وهذا يدل ان هذه الدول تحب لبنان وشعبه"، معلنا أن "​الوضع الاقتصادي​ في لبنان يمر بمرحلة خطرة جدا جدا".

ولفت الى أن "المجتمعين في مؤتمر سيدر التزموا بتأمين ​القروض​ الميسرة لمساعدة لبنان اقتصاديا شرط البدء بالاصلاحات في الهيكليات"، مشيرا الى أنه "حصلت ​الانتخابات النيابية​ منذ اربعة اشهر، وكلف ​سعد الحريري​ ب​تشكيل الحكومة​ الجديدة، وحتى اليوم لا حكومة و​المجلس النيابي​ غير قادر على القيام بأي شيء والدول الخارجية تتفرج علينا وتتساءل اي نوع من السياسيين في لبنان، وهذا الامر محزن جدا بالنسبة الينا".

وسأل الراعي: "ماذا تقول عنا هذه الدول حيث كل واحد من السياسيين عندنا متشبث بموقفه ومطالبه، لا حكومة فيه والبلد معطل والشعب يفتقر والخطر يكبر اقتصاديا وماليا وخيرة شبابنا تهاجر لعدم تأمين فرص العمل، ونخسر كل قوانا الحية، ولا احد من المجموعات السياسية يتنازل او يتراجع عن موقفه؟ هل من المعقول ان يتشبث كل واحد بحصته ولا يسأل عن حصة الوطن، وكأن هذا الوطن غير موجود، او ليس لهم ولاء للبنان وللدولة بل فقط للشخصانية والذاتية؟".

وأكد أن "هذا الامر مرفوض منا ومن كل المخلصين من ابناء الوطن رفضا قاطعا"، متسائلا: "أولا يوجد احد ليقول ان ام الصبي الذي اسمه لبنان وعلي ان اضحي لكي ينهض هذا الوطن"، معلنا انه "حتى اليوم لم نجد من هو أم الصبي في لبنان".

وذكر الراعي "أننا طرحنا فكرة حكومة طوارئ من شخصيات لبنانية معترف فيها من الكل غير حزبية ولا تنتمي الى تكتل سياسي، بعدما شعرنا ان لا احد ام الصبي في لبنان، وهم كثر الشخصيات في لبنان، تتحمل هذه الحكومة المسؤولية من اجل الاصلاحات المطلوبة لمؤتمر سيدر للاستفادة من 11 مليار دولار التي أقرت هناك وثانيا اقامة الوحدة الوطنية بين الافرقاء الذين يسيئون الى بعضهم كل يوم، لانه لا يمكن ان يجلسوا مع بعضهم البعض ولو سموا الحكومة حكومة وحدة وطنية ، لانه بحاجة الى من يصالحهم مع بعضهم البعض وهذا هو دور المطلوب من حكومة الطوارئ ، وانا لا ارى حلا غير ذلك طالما لا احد مستعد للتضحية بأي شيء ليكون ام الصبي ، وعندها يربح الجميع ، وقد سمعنا البعض يعتبر ان هذا الطرح جيد ، ولكن باسمكم وباسم اللبنانيين ولراحة الضمير يمكن القول اننا قدمنا مشروعا يمكن ان يكون هو الحل".