بعد شهر ونيف يدخل عهد رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ عامه الثالث في ظل استفحال الازمات الاجتماعية والاقتصادية وفي ظل ضغوطات من كل حدب وصوب ومن ضمن هذه الضغوطات التشدد في الملف الحكومي الذي يبديه حلفاء المملكة ​السعودية​ في لبنان. وتؤكد اوساط وزارية في الثنائي الشيعي ان فريقنا لم يوفر جهداً للمساعدة في تأليف ​الحكومة​ ولم يتشدد في مطالبه بينما الفريق الآخر لا يريد حكومة ولا يريد ولادتها انسجاماً مع الرغبة السعودية في تعويم خصوم العهد كالقوات والاشتراكي او تأخير التأليف لهز صورة العهد وهيبته واضعاف الرئيس القوي وتهشيم دوره. في حين تشتعل الازمات الاجتماعية والاقتصادية دفعة واحدة في وجه من الاسكان الى الماء و​الكهرباء​ والبطالة و​الضرائب​ والفشل في ​تشكيل الحكومة​ وهو الذي قال ان الحكومة بعد ​الانتخابات​ هي حكومة العهد الاولى فعلى مشارف الشهر الخامس من التكليف لا حكومة ولا يحزنون.

وفي حين جزم الامين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ في ليلة العاشر من محرم بعدم وجود معطيات عن تشكيل قريب، تؤكد الاوساط ان الفيتو السعودي ما زال موجوداً والادارة السعودية تربط ملف لبنان بملفات المنطقة وتطلب من الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ عدم التسهيل ومن القوات خصوصاً التشدد. وتلمح الاوساط الى وجود "غضب" سعودي من الرئيس عون لكونه اولاً يميل الى خيارات محور المقاومة ولكونه من افشل احتجاز الحريري في الرياض قبل اقل من عام، فلماذا تسهل اموره وتشكل حكومة تكون رافعة لعهده؟

في المقابل تؤكد اوساط نيابية مقربة من ​بعبدا​ ان فور عودته من نيويورك سيباشر فريق الرئيس اتصالاته مع الجهات المعنية وسيقوم بجهد مع الرئيس المكلف لتسهيل الولادة على ابواب الشهر الخامس للتكليف وقبل ان تبدأ السنة الثالثة من العهد. وتتكتم اوساط بعبدا عن الطروحات الجديدة التي بدأ تداولها في الساعات الماضية. وتقول الاوساط ان وساطة ​اللواء عباس ابراهيم​ بين التيار الوطني الحر والتقدمي الاشتراكي لها غاية تبريد الاجواء في الجبل والمحافظة على الاستقرار وتعزيز السلم الاهلي ومنع الاحتكاك الطائفي في الجبل ولبنان. وتشير الاوساط الى ان العلاقة مع النائب السابق وليد جنبلاط على السكة الصحيحة وقد نصل الى حل للعقدة الدرزية حكومياً في وقت قريب مع ايجابية وليد بيك.

في الموازاة تلمح اوساط المستقبل النيابية الى ان الرئيس المكلف يواصل بدوره اتصالاته مع القوات والاشتراكي، وهناك طرح لحل المشكلة الدرزية عبر اعطاء وزير مسيحي لجنبلاط في مقابل منح حقيبة درزية لشخصية وسطية مقربة من عون والنائب طلال ارسلان ولا فيتو عليها من جنبلاط. وتؤكد اوساط الحريري ان وليد بيك ابدى مرونة وايجابية يبني عليها الحريري.

وتشير الاوساط الى ان مشكلة القوات قد تحل مع تسويق طرح يقضي بمنحها ثلاث وزارات ورابعة بلا حقيبة او وزارة دولة اي ان يكون منصب نائب رئيس الحكومة من حصة القوات مع شرط ان تكون بلا حقيبة وتنازل عون عن نيابة رئيس الحكومة قد يشكل مدخل حل ازمة القوات كما تفيد الاوساط.

وتلفت الاوساط الى ان تظهير هذه الطروحات والاجابة عليها من الاطراف المعنية ستكون مطلع الاسبوع المقبل. وتجزم بأن الرئيس الحريري مصر على التأليف ويجهد لمنع استهلاك المزيد من الوقت في الشروط والشروط المضادة.