بلغة هادئة جداً مقارنة مع تلك التي برزت في تسجيله الصوتي المسرب ضد العهد، وبعبارات مختلفة تماماً عن تلك التي إستعملها في التسجيل المذكور، عقد عضو كتلة التحرير والتنمية النائب ياسين جابر مؤتمره الصحافي المخصص للحديت عن ملف الكهرباء من على منبر مجلس النواب. فمن قال منذ أيام قليلة إن "العهد سيدمر لبنان"، إستهل كلامه بتحية الى "فخامة الرئيس العماد ​ميشال عون​" مثنياً على "مواقفه الوطنية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة"، وما قاله بحق وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل في الماضي، أعلن أن يده "ممدودة للوزير الصديق والحليف للتوصل الى حل لأزمة الكهرباء لأن البلد لم يعد يحتمل".

إنها تداعيات التهدئة السياسية المتفق عليها بين ​التيار الوطني الحر​ و​حركة أمل​، هذا ما تجمع عليه أوساط الفريقين، التي تضيف "من يريد أن يقرأ بين سطور هذه التهدئة ومن يريد أن يلمس مدى إنعكاسها مؤسساتياً، عليه أن يراقب ما يحصل في الآونة الأخيرة بين نواب ووزراء حركة أمل والتيار الوطني الحر".

وعن التداعيات الإيجابية لهذه التهدئة، تتوقف أوساط الفريقين عند سلسلة تطورات حصلت في الأسابيع الماضية :

أولاً-دعا رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان وزير المال في حكومة تصريف الأعمال ​علي حسن خليل​ الى جلسة لمناقشة الوضع المالي، فلبى الوزير الدعوة، ما دفع كنعان الى القول بعدها "انوّه باحترام وزارة المال المادة ٥ ببندها الاخير المتعلق باطلاع المجلس النيابي فصلياً على مراحل تنفيذ الموازنة انفاقاً وايرادات، وهي المرة الأولى التي تأتي وزارة المال الى المجلس النيابي قبل انتهاء السنة الماليّة لتقديم تقرير فصلي عن الاشهر الستة الاولى من السنة المالية".

ثانياً–خلال الجلسة المذكورة للجنة المال، جرى التنويه من قبل كنعان بالتعاون الحاصل من قبل وزارة المال وبالتقرير الذي قدّم الى اللجنة، وكان إتفاق على عقد جلسات لاحقة لمتابعة عدد من النقاط ".

ثالثاً-خلال جلسة تشريع الضرورة الإثنين والثلثاء الفائتين، وعلى مدى يومين من المناقشات، لم تشهد قاعة الهيئة العامة أي سجال أو توتر بين نواب ووزراء التيار وزملائهم في حركة أمل، وذلك في مشهد معاكس لما كان يحصل في الجلسات السابقة.

رابعاً–عندما حاول النائب ياسين جابر الكلام عن ملف الكهرباء خلال جلسة الإثنين، تدخل رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ بخبرته وحنكته، وأوقف مداخلة عضو كتلته النيابية التي كان يمكن أن تفتح سجالاً مع التيار الذي يشغل وزيره سيزار أبي خليل وزارة الطاقة والمياه.

خامساً–عندما عقد بري إجتماعاً في عين التينة لهيئة مكتب المجلس بهدف وضع جدول أعمال الجلسة التشريعية، كانت الأجواء ممتازة بينه وبين النائب آلان عون ممثل التيار في الهيئة.

إذاً هكذا تُرجِمَت التهدئة بين "التيار" و"أمل" في المؤسسات. تهدئة جاءت بعد قنبلة سياسية بين الفريقين سببتها الإنتخابات النيابية وفيديو باسيل المُسرّب، وفكّكت صاعقها زيارة رئيس التيار وزير الخارجيّة في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ بري في عين التينة، فهل تستمر هذه التهدئة بعد تشكيل الحكومة الجديدة على طاولة مجلس الوزراء؟.

الجواب بعد تصاعد دخان المراسيم الأبيض من القصر الجمهوري.