برعاية رئيس ​الطائفة الكلدانية​ في لبنان المطران ميشال قصارجي وحضوره، احتفلت قناة ​تيلي لوميار​ ونورسات بتوقيع كتاب" تراب الغربة" الذي اعدته الاعلامية ليا معماري في مبنى تيلي لوميار، حيث حضر الاحتفال الى جانب صاحب الرعاية كل من النائب العام في أبرشية ​انطلياس​ المارونية المونسنيور روكز البراك ممثلا البطريرك الماروني الكردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ والمطران ​كميل زيدان​، وعدد من رجال الدين.

ونوه المطران قصارجي في كلمته بدور الاعلامية ليا عادل معماري الرائد على مختلف الصعد قائلا:" لقد ارادت الإعلامية السيدة ليا عادل معماري، أن تسخّر تخصّصها في مجال العلوم السياسية والإدارية والحقوق، لتخدم الحقيقة بكل أشكالها، تلك التي تُعلنُها المؤسسة الإعلامية حتى يعرفَها القاصي والداني ويستطيع التمييزَ بين الحقِ والباطلِ.

واضاف: "في الكتاب الذي بين أيديكم، تسلّط الكاتبةُ الضوءَ على حقيقةٍ مؤلمةٍ للغاية تُظهر للملأ كيف تمكّنت يدُ ​الإرهاب​ والتمييز العنصري والديني والفئوي أن تعبث ببلادِ الرافدَينِ وتشوّه صورة تلك الأرض الخلاّبة التي انطلقت منها رسالةُ الوحي السماويَّة وعلى أديمها تشارك الحياةَ أبناءُ الديانات والثقاقات المختلفة بتآلف قلوبهم وتشابك أيديهم، عبر قرونٍ طويلةٍ خلت، وفي هذا السِفر أيضاً، ضوءُ املٍ يلوحُ في الأفق الحالك السواد... وها هي رُقعة نوره الوهّاج تخترق غياهب الموت وتتسلّل الخيوطُ الذهبيّةُ الى الأفئدة الحزينة لينبلج فيها فجرُ رجاءٍ عساهُ يكون وطيداً لا يتزعزع".

وقال قصارجي: "أجل، فإعادةُ الإعمار أمست واقعاً ملموساً وبناءُ الدولة أصبح حقيقةً لا تُزوَّر والقيامةُ تُقرَع أجراسها بعد أهوال الصلب لتحطّم جدار العداوة وتثمِر ثمار المحبة والمصالحة والمساواة والتآخي، بين جميع أبناء ​العراق​ الحبيب على اختلاف نِحَلهم وفئآتهم وطوائفهم". واضاف: "مسيحيو العراق يعودون ولو ببطء الى أرض الأجداد والآباء ولا يتزلّفون لأحدٍ بغرض الحصول على حقوقهم وامتيازاتهم لأنهم أهلُ البيت وروّاد نهضة الشرق العلمية والفكريّة والثقافية، والصليبُ الذي يحملونه كلَّ يوم ٍ يُدركون أنه نصيبُ من يتبعُ المسيح على دروب الحياة لأنه اداة ُ التقديس والجسرُ الذي يربطُ الأرض بالسماء"

.

اما الاعلامية ليا معماري فأشارت الى محتوى كتاب تراب الغربة قائلة: "1400 سنة إضّطهادٌ ومقايضةٌ، 1400 سنة غفرانٌ، 1400 سنة حلٌّ وترحالٌ" ماذا بعد؟ لا أجوبةَ تلوحُ في الأفقِِ طالما داعشُ انتهى ، لكنَّ الدولةَ الخلافيةُ لم تنتهِ".

واضافت: "بهذه الكلماتُ نُطلُّ عليكُم اليومَ من واحةِ المحبةِ والتلاقي من قناةِ تيلي لوميار ونورسات لنُجيبَ على جملةِ تساؤلاتٍ تُثيرُ قلقَ المسيحي المهجّرَ من أرضهِ أو العائدِ اليها بعد دربِ آلامٍ طويلٍ تحتَ عنوانِِ كتابِ" ترابُ الغربة" الذي ينقلُ شهاداتَ حياةَ الأخوةَ العراقيين العائدين إلى شمالِ العراق" نينوى- ​الموصل​" وما رافقَ هذا التهجيرُ من تدميرٍ للحجرِ والبشرِِ وانتهاكِ حقوقَ الانسانِِ والمقدساتِ والمقابرِِ، حيث يرقدُ الانسانُ في مثواهُ الأخير".