اشار ​السيد علي فضل الله​ الى ان لبنان الَّذي يواجه تحدياً جدياً، يضاف إلى سلسلة التحديات الداخلية التي يعج بها البلد على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو المعيشي، والذي عبَّرت عنه رسائل التهديد التي بعث بها رئيس وزراء العدو الصهيوني. هذا التهديد ليس جديداً على هذا الكيان الصّهيوني، ولكن الجديد فيه أنه يأتي على لسان وزراء العدو، وأنه استخدم منصَّة ​الأمم المتحدة​ ليعبر عنه، ليأخذ شرعية ما قد يقوم به من خلال هذه المنصة.

ولفت خلال خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في ​حارة حريك​، الى إننا، ومن خلال دراسة واقع هذا الكيان وكل المتغيرات، نعرف أن هذه الرسائل تهدف إلى إثارة المخاوف في نفوس اللبنانيين، وخلق مناخ عدم الاستقرار، والسعي لإحداث شرخ فيما بينهم حول ​سلاح المقاومة​، بعد أن كفّوا عن الحديث عنه وعن الانقسام حوله، ولتشويه صورة لبنان في المحافل الدولية، وإظهاره بصورة العاجز وغير القادر على حفظ مرافقه الحيوية، وإظهار العدو نفسه بمظهر المستهدف والمهدد في كل وقت. لكنَّ هذا العدوّ ليس في مستوى أن ينفّذ هذا التهديد، فقد بات يحسب ألف حساب إن أراد الاعتداء على لبنان، إن لجهة قدرة الردع التي توفّرها جهوزية ​الجيش اللبناني​ وقدرات المقاومة، أو لجهة الاحتمال الكبير بأن يؤدّي فتح أبواب الحرب في إحدى الساحات إلى تفجير جبهات أخرى، ولأن طابع الحرب في هذه المرحلة اقتصادي. لكنَّ ذلك لا يعني الاستهانة بهذه التهديدات، وعدم الاستعداد لمغامرة قد يقدم عليها هذا العدو ضمن مشروع يرسم لهذه المنطقة، ويكون الكيان الصهيوني ركناً أساسياً فيه، ولا سيَّما أنه يأتي في ظروف غير عادية.

ودعا فضل الله كلّ القوى السياسية إلى أن ترتقي إلى مستوى هذا التحدّي، بالقيام بمسؤوليّاتها بتحصين السّاحة الداخليّة، وتجميد التوترات والتشنجات التي يفرزها الصراع السياسي، وتوحيد مواقفها، ليقف الجميع صفاً واحداً في مواجهة أيِّ احتمال في هذا الشأن، والَّذي بات من الواضح أنه، إن حصل، سيستهدف كلّ المواقع الحيوية في هذا البلد، لا منطقة محددة فحسب. ولا بدَّ في هذا المجال من تقدير المبادرة غير المسبوقة التي قامت بها الدبلوماسية اللبنانيَّة، بدعوة السفراء لزيارة الأماكن التي ادّعى العدو الصهيوني وجود قواعد ​صواريخ​ فيها، لنزع الذرائع من يد العدو، ويكفي للدلالة على تأثيرها رد فعل قادة العدو عليها. وتابع إنَّنا نؤكد أهميَّة حضور الموقف الرسمي اللبناني في دفاعه عن أية مواقع قوة في هذا الوطن، وعدم السماح بالتفريط فيها واستهدافها.

اضاف قائلا "إننا نرجو أن نرى على الأرض أجواء التفاؤل التي أشاعها الرئيس المكلف، بتذليل العقبات، وإبصار الحكومة النور في الأيام القادمة، لتقوم بالدور المطلوب منها في معالجة الأزمات الحادة الَّتي تعصف بالمواطنين على كلّ المستويات، ولا سيما ما يتعلق بالشأن الاقتصادي والمعيشي والخدمات الأساسية. ويبقى الحذر من التفاصيل العالقة التي يختبئ الشيطان فيها".