نوّهت مصادر معنيّة لصحيفة "الجمهورية"، إلى أنّ "رئيس "​التيار الوطني الحر​" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ التقط مناسبة إعلان رئيس الوزراء ال​إسرائيل​ي ​بنيامين نتانياهو​ وجود صواريخ قرب ​مطار بيروت الدولي​، بغية الدخول في حفلة المزايدات ورفع السقوفَ في هذا الملف، لأسبابٍ عدة".

وأوضحت أنّ "باسيل يُدرك أنّ "​حزب الله​" مستاءٌ منه شخصيًّا انطلاقًا من مواقف سابقة له وتحديدًا في الموضوع الإسرائيلي، عندما اعتبر أنّ "لا مشكلة ايديولوجية مع إسرائيل وأنّ من حقها الحصول على الأمن". فهذا التصريح أثار حفيظة الحزب لأنّه يعتبر باسيل حليفًا، انطلاقًا من "وثيقة مار مخايل"، وليس فقط وزير خارجية ​لبنان​. وبالتالي يريد باسيل تبييضَ صفحته في الموضوع الإسرائيلي تجاه جمهور "حزب الله"".

وذكّرت أنّ "لباسيل صفحة سيّئة أخرى مع الحزب، حين انتقده في مقابلة مع مجلة "الماغازين" في شباط 2018، بقوله إنّ "ثمّة قرارات يتّخذها الحزب في الموضوع الداخلي لا تخدم الدولة وهذا ما يجعل لبنان يدفع الثمن، وإنّ بندًا أساسيًّا هو بناء الدولة في وثيقة التفاهم لا يطبّق بحجة قضايا ال​سياسة​ الخارجية".

وأشارت المصادر إلى أنّ "باسيل يوجّه رسالةً أيضًا إلى ​الطائفة الشيعية​ لطيّ الصفحة السلبية لنظرتها إليه، إن في موضوع تصريحه عن إسرائيل أو في الكلام عن رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ ووصفه بـ"البلطجي"، فعلى رغم عودة العلاقات إلى مجاريها بين الجانبين، لم ينسَ جمهورُ بري هذه الإساءة"، لافتةً إلى أنّ "باسيل وجد مناسبةً للدخول مجدّدًا في وجدان الطائفة الشيعية، بعدما خرج منه نتيجة مواقفه وممارساته".

كما رأت أنّ "رسائل الجولة على ملعب نادي "العهد" الرياضي، متعدّدة، آنيّة وبعيدة المدى، تطاول الملف الحكومي و​رئاسة الجمهورية​ أيضًا"، مفصّلةً أنّ "في هذه اللحظة السياسية، يريد باسيل عمليًّا من "حزب الله" أن يخرج من موقفه المحايد من تأليف الحكومة إلى دعمه. فهو يدرك أنّ الحزب ومنذ اللحظة الأولى لتكليف رئيس الوزراء ​سعد الحريري​ تشكيل الحكومة، اتّخذ قرار الوقوف على مسافة واحدة من الجميع وأن ينأى بنفسه عن التأليف، ويضمن الحصة الشيعية له ولبري فقط، من دون أن يتدخّل مع جهة ضد أخرى، خلافًاً للمراحل السابقة".

وركّزت المصادر على أنّ "الحزب تدخّل دعمًا لرئيس الجمهورية ​ميشال عون​ قبل انتخابه رئيسًا، وفي معظم الحكومات بعد 2008 كان يرفع شعار "إما أن يوافق عون وباسيل وإمّا لا حكومة". هذه المرة لم يرفع الحزب أيّ شعار من هذا النوع ووقف على الحياد في كلّ المواجهات الّتي خاضها باسيل، إن مع "​الحزب التقدمي الإشتراكي​" أو "​حزب القوات اللبنانية​" أو "​تيار المستقبل​"؛ ولم يتدخّل لا من قريب ولا من بعيد".

ولفتت إلى أنّ "لذلك، يعتقد باسيل أنّ ردّه على نتانياهو هو موقفٌ تسليفي لـ"حزب الله"، وعلى الحزب "ردّ الواجب" في المقابل بخروجه من الحياد وتأييد شروط باسيل، أي الضغط على الحريري لتحجيم تمثيل "الإشتراكي" و"القوات""، مشددّةً على أنّ "الصاروخ البعيد المدى، الّذي يأمل باسيل إصابته الهدف، هو الرئاسة. فباسيل يريد أن يضمن تأييد "حزب الله" له".

ورأت أنّ "كلّ المعركة الّتي يخوضها باسيل هي لخلافة الرئيس عون، وقرّر أن يضع كلّ وزناته في سلّة "الحزب" بغية كسب تأييده، لأنّه يعتقد أنّ تأييد "الحزب" يسهّل مهمّته، وهو يريد أن يبدأ معركته الرئاسية من المربّع الذّي كان الرئيس عون قد بدأ منه معركته".