لفت النائب اللواء ​جميل السيد​، الى ان على الرغم من ان ​سوريا​ كانت مع ​الطائف​ وضد العماد ​ميشال عون​ الذي عارض الطائف من ​قصر بعبدا​ في العام 1989، الا انهم كانوا مترددين لشن عملية عسكرية على العماد عون لسببين الاول كي لا تضعف ​الجيش اللبناني​ وبالتالي يخرج قائد القوات اللبنانية ​سمير جعجع​ منتصرا، وثانيا لأنها لم ترد ان تعيد تجربة الجبهة اللبنانية وهي دفعت ثمن الانقلاب عليها لاحقا من قبل الكتائب اللبنانية في 1977 ، ولذلك كانت تطالب بضمانات عربية ودولية، فتوفّرت لها العوامل المؤاتية لضرب العماد عون، بعد مشاركتها في حرب الخليج الاولى ضد صدام حسين.

وكشف السيد في حديث تلفزيوني ان جعجع كان يرسل دورياً وقبل أشهر من العملية العسكرية في 13 تشرين 1990، الاحداثيات من المنطقة الشرقية عن مراكز الجيش اللبناني، الى رئيس الجمهورية آنذاك الياس الهراوي الذي كان بدوره يوصلها الى السوريين، وذلك بهدف تسهيل عملية الاجتياح السوري للمنطقة الشرقية، واوضح السيد ان المصالح التقت بين جعجع وسوريا بتأييدهما للطائف في حين أعطى جعجع ضمانات للسوريين بأنه يلتزم بالواقع الجديد بعد الانتهاء من ظاهرة عون، وهو كان يعتبر ان انهاء العماد عون هو مصلحة سياسية له ولكنه لا يملك القوة لإنهائه بنفسه فتحالف مع السوريين لتحقيق غايته.

واضاف اللواء السيد ان جعجع تواصل بعد عملية 13 تشرين مباشرة مع السوريين كونه اصبح شريكا في فرض تطبيق الطائف لمساعدته السوريين في ازاحة العماد عون، وترجمت العلاقة بزيارة اولى لغازي كنعان في غدراس تلتها زيارة ثانية، كما زاره ايضا مروان حمادة ومحسن دلول اجريا فيها مفاوضات لانضمام جعجع الى الحكومة، واشار الى ان الخلاف مع جعجع حصل حين عرضوا عليه حصة في الحكومة بوزير واحد، مساوين اياه مع الياس حبيقة، ما جعله يرفض المشاركة لان جعجع كان يعتبر انه قدم تضحيات للتخلص من العماد عون ويحق له ان يحظى بالمقابل بكل الحصة المسيحية وكان يعتبر نفسه مساويا لجنبلاط وبري في طائفتيهما، عند المسيحيين، ولكنه رغم اعتراضه قام بتعيين، روجيه ديب ممثلا عنه في الحكومة كي لا يقطع سياسيا مع سوريا والهراوي.

وأكّد السيد اننا علمنا قبل يومين من 13 تشرين ان العملية ستتم، واشتركت في العملية وحدات من الجيش اللبناني بقيادة قائده العماد اميل لحود ولكن كرعيل ثاني لأن السوريين هم المهاجمون، وقد شاركت مدفعية القوات اللبنانية مع القوات السورية بالقصف المدفعي على الشرقية، غير انه تم تحذير القوات من قبل القيادة السورية من اي تحرك عسكري على الارض لتعديل خط التماس بين المتن وكسروان كما كان يطمح جعجع، وطلب منه السوريون وقف القصف المدفعي على المنطقة بعدما وصلت القوات السورية الى قصر بعبدا ووزارة الدفاع. وشرح اللواء السيد تغريدته التي نشرها اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي في ما خص ​ذكرى 13 تشرين​ ، مؤكدا انه لم يبرئ فيها سوريا التي بالنتيجة هي من شنّت العملية العسكرية ضد العماد عون ولكن عنيت ان الوضع الدولي والعربي لم يكن راضيا على هذا التباطؤ السوري في تنفيذ العملية، التي كانوا يضغطون لتنفيذها منذ انتخاب الرئيس رينيه معوض، مشيرا الى ان سبب هذا التاخر في شن العملية هو ان سوريا حاولت اعطاء مجال للعماد عون للسير في تسوية الطائف، فيما جنبلاط مثل جعجع كان متسرعا للتخلص من العماد عون لان خطوط التماس كانت قائمة في محور الكحالة ضهر الوحش سوق الغرب التي كان فيها الجيش يضغط على الاشتراكي، في الميدان، ورأى ان هؤلاء انفسهم ما زالوا اليوم في المحور المقابل للرئيس ميشال عون مع فارق ان الرئيس اليوم حليف للمقاومة ولولا هذا التجانس مع ​المقاومة​ لكان معلمي هؤلاء اجبروهم على وقف الحملات على الرئيس عون، كما أملوا عليهم فعله مع الرئيس ميشال سلميان لأنه كان حليفهم .

وختم النائب السيد بالاشارة الى ان قبل 13 وبعد 13 ولليوم نعاني كبارا وصغارا ومن كل المذاهب من عدم وجود دولة وانهيار مؤسساتها، واذ اكّد ان الرئيس عون هو رجل مؤسساتي وابن المؤسسة العسكرية وينتمي الى الوطن فقط، ولا يفرّق بين اللبنانيين لأن هكذا نتعلّم في مدرسة الجيش، غير انه لم يتمكّن من ترجمة هذه القناعات بعد باقامة دولة ، وذلك لكثير من المعوقات التي تواجهه ، لافتا الى انه لن يستطيع تحقيق هدفه في ظل هذه التركيبة السياسية، لان معظم المسؤولين فيها هم رؤساء ميليشيات بدّلوا فقط ربطة العنق، ولم يغيروا أداءهم ولا اهدافهم، وهم لا يريدون اقامة دولة في لبنان، ويعرقلون قيامتها كما فعلوا حين كانوا رؤساء ميليشيات في الحرب.