لا يزال شبح التأليف الحكومي مسيطراً على كل ما عداه من احداث سياسية من الاثنين الماضي وسيمتد الى الاثنين او الثلاثاء المقبلين وفق اوساط بارزة في 8 آذار والتي تربط كل ما يجري من لقاءات ومشاورات تنسيقية بين مختلف الافرقاء ولا سيما بين الرؤساء الثلاثة في سياق "توليد الحكومة" ولو بـ"مشرط" حاد قد لا يعطي القوات والاشتراكي والتيار والرئيس عون والثنائي الشيعي كل ما طلبوه من حقائب.

وتشير الاوساط الى ان ابرز ما جرى من لقاءات في الساعات الـ180 الماضية هو لقاءي بعبدا بين ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ وكلاً من النائب السابق ​وليد جنبلاط​ والنائب ​طلال ارسلان​ والذي ساهم في فكفكة "شيفرة" العقدة الدرزية اما اللقاء الثاني الهام فكان بين الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ والذي تكرر على مدى ثلاثة ايام لفك رموز عقدة التمثيل المسيحي المعروفة بعقدة القوات والذي اثمر لقاءً ثلاثياً في مقر التيار الرئيسي في سنتر ميرنا الشالوحي في سن الفيل. وترى الاوساط ان ما جرى ليل امس الاول يؤكد ان الامور الحكومية انتهت وبقي تفاصيل لوجستية قبل اصدار المراسيم في اليومين المقبلين.

وتؤكد الاوساط ان الرئيس عون نجح بحكمته في استيعاب مشكلتين كبيرتين بين ​التيار الوطني الحر​ و​الحزب الاشتراكي​ وبين التيار والقوات وتكلل هذا الاستيعاب في لقاءات ثنائيةبعد طول انتظار بينالرئيس عون وجنبلاط وبين رئيس التيار ​جبران باسيل​ وعرابي تفاهم ​معراب​ الوزير ​ملحم رياشي​ مع النائب ​ابراهيم كنعان​.

وترى الاوساط وجود "حنكة" سياسية في اختيار توقيت ومكان وشخصيات اللقاء لارسال رسائل في اكثر من اتجاه بأن عون هو عراب الحلول ويمكنه "تدوير" الزوايا مع الافرقاء الآخرين رغم عدم وصول العلاقة بين عون والنائب السابق ​سليمان فرنجية​ الى خواتيم جيدة.

وتلمح الاوساط الى ان اللقاء في ميرنا الشالوحي سينعكس حتماً تأخيراً للقاء فرنجية والدكتور ​سمير جعجع​ الى ما بعد الانتخابات.

وفي مقلب التيار يؤكد نائب رئيس التيار ​رومل صابر​ لـ"الديار" ان اللقاء تأكيد على استمرار ​المصالحة المسيحية​ وإعادة الاعتبار لها والتمسك بها مهما تطورت الخلافات والسجالات ودخولها المناطق الحمر فلا عودة عنها.

ويشدد صابر على ان اللقاء تأكيد على عودة المياه الى مجاريها فرغم كل الخلافات والسجالات ما زال اتفاق معراب موجوداً وسيعمل به في كل الاتجاهات شعبياً ونقابياً وميدانياً ونيابياً وحكومياً وفي هذا الاطار يكشف صابر ان الامينة العامة لحزب القوات ​شانتال سركيس​ اتصلت به امس وتم الاتفاق على التشاور في انتخابات نقابة اطباء الاسنان في بيروت وكان الاتصال ودياً وايجابياً والتنسيق بيننا سيشمل مختلف الاتجاهات واهمها مرحلة العمل ما بعد تأليف الحكومة.

ويؤكد صابر ان اسماء وزراء الرئيس والتيار لم "تجهز" بعد ويتم دراستها بعناية كما لم ننته من بعض التفاصيل المتعلقة بالحقائب. وعن لقاء فرنجية وجعجع يقول صابر اننا نرحب بأي لقاء له طابع وطني عموماً ومسيحي خصوصاً.

وتقول اوساط ​القوات اللبنانية​ ان لقاء ميرنا الشالوحي هو تأكيدعلى اربعة مسائل اساسية وهي: ان لا قطيعة سياسية بين التيار والقواتوالتواصل مستمر. والثانية ان المصالحة المسيحية خط احمر ولا قفز فوقها مهما اشتد الخلاف السياسي واهتزت العلاقة لا عودة الى ما قبلها. والثالثة وعشية تأليف الحكومة اذ يقتضي الدخول في الحكومة التواصل والتشاور والانسجام حتى تكون الحكومة منتجة وعاملة. والرابعة هي طي صفحة الخلاف والسجالات الاعلامية واعادة قنوات الحوار والتواصل بين بعضنا البعض.

وتلفت الى ان لولا تقدم قنوات التأليف ووجود ايجابية فيها لما كان اللقاء تم. وهذا دليل ان التعاون قائم والامور ذاهبة الى خواتيم جيدة. هذا اللقاء هام ويؤسس لمرحلة ما بعد التأليف ويعيد الزخم الى اتفاق معراب.

وتنفي الاوساط القواتية وجود اي ترابط زمني او سياسي بين لقاء الشالوحي واللقاء المرتقب بين الدكتور سمير جعجع والنائب السابق سليمان فرنجية وهو مخصص لاستكمال المصالحة المسيحية ونحن لا نقيم علاقة سياسية مع احد في وجه احد آخر وهذا الامر ليس وارداً فالامران منفصلان تماماً.