نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية مقالا بعنوان "فضيحة تهز بيت آل سعود"، مشيرة الى أنه "حتى قبل مقتل الصحافي جمال خاشقجي في اسطنبول، كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يواجه المتاعب في الداخل"، مذكرة أن "توليه ولاية العهد أخل بتسلسل الخلافة في المملكة، وجاءت على حساب عمه، الأمير محمد بن نايف، الذي يقبع رهن الآن الإقامة الجبرية كما جمدت أرصدته".
ولفتت الى أن "الملك سلمان بن عبد العزيز ترك إدارة شؤون البلاد لابنه الأمير الشاب الذي انطلق ليترك بصمته على البلاد، متخليا عن الأسلوب التقليدي في ادارتها"، موضحة أن "محمد بن سلمان، عندما كان وليا لولي العهد ووزيرا للدفاع، زج بالسعودية في حرب طاحنة في اليمن تستنزف أموال المملكة وتضر بمكانتها كما تضر بسمعة الدول الغربية ودول الخليج التي تؤيدها".
وبينت أنه "بعد توليه ولاية العهد، كان محمد بن سلمان وراء قرار حصار قطر، وهو إجراء يُنظر إليه بصورة متزايدة على أنه قرار خاطئ. وجاءت الإصلاحات التي يباهي بها، مثل السماح للنساء بقيادة السيارة، مصحوبة بحملة على الناشطين، ومن بينهن الناشطات اللاتي كن يطالبن بالسماح للمرأة بقيادة السيارة"، معتبرة أن "أكثر ما أضر بسمعة ولي العهد السعودي كان احتجازه لعدد من الأمراء ورجال الأعمال في فندق بالرياض وتخويفهم للحصول على عشرات الملايين من الدولارات".
ورأت أن "ولي العهد أصبح على دراية بالنقمة والغضب المتزايدين ضده في أروقة بيت آل سعود، حيث يشاع أنه يمضي ليله في يخته الفاخر خوفا من الاغتيال، ومع تفاقم أزمة اختفاء خاشقجي، أرسل الملك سلمان الأمير خالد الفيصل، أحد أمراء الحرس القديم، إلى اسطنبول في مهمة خاصة للحد الخسائر. ونظر الكثيرون إلى ذلك على أنه محاولة لرد الاعتبار للجيل الأكبر سنا. ولكن الملك عاد وعهد بعملية إعادة هيكلة أجهزة الاستخبارات لولي العهد الشاب"، معتبرة أن "مصير خاشقجي هو تذكرة مخيفة لتبعات معارضة ولي العهد، والملك سلمان هو الوحيد الذي يمتلك السلطة على تقليم أظافر الأمير الشاب، ولكنه من غير المرجح أن يقوم بذلك".
