تعتبر ​السيول​ من الكوارث الطبيعية لأنها تدمر الأرض والمزروعات، وتسبب الخطر على حياة الإنسان. في حزيران الماضي شهدت منطقة ​رأس بعلبك​ "سيلا جارفا" أتى على كل ما وقف بوجه من "حجر وشجر وبشر"، وهذا الشهر تكرّرت هذه الظاهرة في أمكنة اخرى، مثل ​اللبوة​، فكانت الخسائر الماديّة كبيرة جدا، فما هو سبب السيول وكيف نواجهها؟.

عند الحديث عن السيول فلا بد من المرور على عوامل أساسيّة تؤثر بها، أبرزها كمية ​الامطار​ المتساقطة في فترة زمنيّة قصيرة، تضاريس تجمّع المياه، ودرجة انحدار السيل وسرعة المياه، والاهم غياب الغطاء النباتي وعدم وجود مخالفات بناء على مجرى السيل.

تزداد السيول عادة في المناطق الجافّة وشبه الجافّة عندما تتساقط الأمطار الكثيفة على المنحدرات هناك او ما يعرف بـ"الجرود". ولكن بالنسبة للمهندس المختص في "شؤون المياه الجوفية" علي رحال، فإن طريق السيل تشكل "مجرى" يضم هذه المياه، والمشكلة تقع عندما يفيض المجرى، كما حصل في رأس بعلبك، او عندما يتغيّر المجرى كما حصل في اللبوة.

ويضيف رحال في حديث لـ"النشرة": "في رأس بعلبك كانت المشكلة بضيق المجرى وعدم قدرته على استيعاب المياه، خصوصا بظل غياب "الزرع" في الجرود، كون وجودها يعني تجليل الأرض، الأمر الّذي يساهم بتخفيف حدة انحدار المياه"، مشيرا الى أن الحل بهذه الحالة يكون من خلال استصلاح الاراضي الجرديّة، بناء ​السدود​ التي تتيح تكوّن البرك الكبيرة التي تجمع مياه الامطار وتساهم بنزولها الى باطن الأرض بعمليّة بطيئة تغذي المياه الجوفية، وتنظيف مجرى السيول الصغيرة، والحرص على إبقائها نظيفة في كل أيام العام كون غيمة ضخمة واحدة في أي وقت من أوقات السنة قد تؤدي الى كارثة.

اما بالنسبة للسيل الذي حصل في منطقة اللبوة، فيشير رحال الى أن السبب الرئيسي بالاضافة الى وجود "جرد" عال خال من المزروعات، وجود مخالفة بناء على مجرى السيل، قام بها أحد أبناء المنطقة الذي فضّل تغيير طريق منزله، الامر الذي غيّر وجهة السيل باتجاه البلدة. ويلفت الى أن الحلول متشابهة، مع التشديد على احترام مجرى السيول.

لأنّ الكوارث قد تقع في أيّ وقت، ويجدر بالمواطنين الذي يسكنون المناطق الجبليّة المعرّضة لخطر السيول والفيضانات أن يكونوا ملمّين بطرق التصرّف إبان هذه الحوادث. وهنا نحاول من خلال الحديث مع مسؤول في جهاز ​الدفاع المدني​ إلقاء الضوء على خطوات متعدّدة يجب الالتزام بها بمثل هذه الحالات، اذ يشير الى ان أولى الواجبات هي وجود "عدّة إنقاذ" في كل منزل يكون من ضمنها حقيبة إسعافات اوليّة.

في فصل الشتاء أو عند تبدّل الأحوال المناخية يجب على سكان المناطق المعرضة للسيول أن تتابع الأخبار المناخيّة بدقّة لتكون على علم بما هو مقبلٌ، مما يساهم باحتمال ترك المنزل مبكرا في حالات الخطر. كذلك من الإجراءات الهامّة التي يجب القيام بها، "قطع التيارالكهربائي" عن المنزل، عدم السباحة في مياه السيول، عدم قيادة السيارة في طريق السيل، الابتعاد عن الأماكن المنخفضة التي قد تتعرض للغرق، عدم محاولة "قطع السيل" من جهة الى أخرى.

من واجب الدولة حماية المنازل والمناطق المعرّضة للسيول، ومن واجب المواطنين أيضا احترام "مجاري" المياه، لأن السيل لن يكون لطيفا.