لم يكد ​مزارعو التفاح​ يتقاضون التعويض عن الاضرار التي لحقت بهم في السنة الماضية، حتى جاءت ​الأمطار​ والبَرَد لتطيح بقسم كبير من هذا الموسم الذي عوّل المزارعون على أن يعوّض عليهم خسائر السنة الفائتة لناحية المحصول والمبيع وغيره...

فاجأ الطقس الماطر بكثافة مزارعي التفاح الذين استفاقوا على موسم شبه تالف بجزء كبير منه نتيجة البَرَد والأمطار خصوصاً في أعالي الجبال. وفي هذا الإطار يلفت أحد مزارعي التفاح الّذي تمنّى عدم الكشف عن اسمه الى أننا "في الماضي كنا نركّز بشكل أساسي على هذه ​الزراعة​ ولكن مع مرور الوقت والمعاناة الموسميّة نتيجة تلف قسم كبير من التفاح وعدم قيام الدولة بالتعويض علينا بات القسم الأكبر من المزارعين يتجه الى زراعات أخرى الى جانب التفاح أو حتى بديل عنها، ولكن رغم ذلك تبقى المعاناة السنويّة مع التفاح هي نفسها".

أما رئيس تجمع تعاونيات التفاح في لبنان ​غابي سمعان​ فيلخص المشكلة بثلاث نقاط، لافتا الى أن "الزهري هذا الموسم أتى بشكل برد وطقس عاطل فإنضرب الموسم، وفي الصيف هطلت الأمطار فاسودّ التفاح "، شارحاً أن "المحصول لديه في العام الفائت وصل الى ستّة آلاف صندوق ولكن هذا العام لم يتمكّن من تجميع أكثر من أربعمئة"، ويضيف: "بعد الاسوداد هناك مشكلة كبيرة تصيب التفاح وتسمى "ذبابة البحر المتوسط"، مشيراً الى أنها "دخلت عبر المانغو الى لبنان منذ حوالي عشر سنوات وبدأت تنتشر في العديد من الخضار والفواكه ومنها التفاح وتؤدي بشكل كبير الى تآكلها وإصابتها بالهريان".

إذاً نتيجة الطقس المتقلب والذي يطيح بمواسم التفّاح إنخفض المحصول كثيراً في السنوات الماضية وخصوصاً هذه السنة. هنا يشير غابي سمعان الى أن "محصول عام 2017 وصل الى 220 الف كيلوغرام أما السنة الحالية فلم يتعدَّ الـ120 الف كيلوغرام"، مشيراً الى أن "عدّة مناطق كعيناتا وبشري كانت بمنأى عن الضرر فأتى البَرَد وقضى على جزءٍ كبيرٍ من المحصول".

"وكما في كلّ عام تبقى المطالبات بالتعويض المادي على المزارعين ضرورية"، هذا ما يؤكّده سمعان، مشدداً على "ضرورة هذا الامر فكل صندوق يوازي سبعة آلاف وخمسمئة ليرة"، لافتاً في نفس الوقت الى أنه "يجب إقرار مشروع قانون موجود في ادراج ​مجلس النواب​ للضمان من الكوارث وهذا يساعد كثيراً على التخفيف من الضرر". وأمام هذا الواقع تشير مصادر مطلعة في وزراة الزراعة عبر "النشرة" الى أن "الوزارة عوّضت على المزارعين في العام الماضي نتيجة الضرر الكبير الذي أصاب المحصول"، مؤكدة أنه "حتى الساعة لا معلومات عمّا أصاب محصول التفاح وفي حال سيتم التعويض على المزارعين فيجب أن يتقدموا بأسباب موجبة للحصول عليه".