لفتت اوساط مطلعة لصحيفة "​القبس​" الكويتية ان الملف الحكومي عاد إلى عنق الزجاجة مجددا، تحت مسمى عقدة تمثيل سنة فريق الثامن آذار، التي لم تفلح المشاورات بين المرجعيات المعنية ب​تشكيل الحكومة​ في ايجاد مخرج لها حتى الساعة، مشيرة الى ان أحد هذه المخارج حمله امس وزير الخارجية ​جبران باسيل​ الى الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ ويقضي بتوزير شخصية من هذا الفريق لا تستفز الحريري شرط الا تكون من ضمن تكتل ​تيار المردة​، مضيفة ان باسيل حمل الى ​بيت الوسط​ ايضا مقترحا آخر قد يعيد خلط الاوراق من جديد اذا ما وجدت العقدة السنية طريقها الى الحل، وهو مطلب ​رئيس الجمهورية​ باعادة توزيع المذاهب ضمن التشكيلة المقترحة لا سيما ما يتعلق ب​الموارنة​ بعدما طلبت ​القوات​ التمثّل بمارونيين وارثوذكسي وكاثوليكي، فميا رأت مصادر القوات أن ثمة من يريد اعادة عقدة التشكيل الى المربّع المسيحي، واضافت ان القوات غير معنية بكل ما يروّج في هذا الخصوص، فقد تبلغت رسميا بعد مشاورات مكثفة بين القوات والرئيسين عون والحريري ونتيجة اتصالات دقيقة بأن حصتها رست على وزيرين مارونيين وثالث ارثوذكسي ووزير ارمني، وفي ضوء الاتفاق ارسلنا اسماء وزرائنا الى الرئيس المكلف لاسقاطها على الحقائب. اما خلاف ذلك فلعبة صبيانية.

أوساط مواكبة لعملية التأليف ترى الى هذه العقدة على انها الجزء الظاهر من جبل الجليد فيما العقدة الحقيقية والتي لا يتم التداول بها علانية هي في مكان آخر. وتشرح هذه المصادر مقاربتها بأن المعركة ليست معركة "سنّة المعارضة"، وانما معركة بين الحلفاء جوهرها سعي ​حزب الله​ الى حرمان كتلة الرئيس ميشال عون من امتلاك الثلث الضامن او المعطل عبر ايداع "الوزير الملك" ضمن حصته. فحزب الله يدرك ان التقارب بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل لم ينقطع، الامر الذي يعزز خشية الحزب من تعاون لصيق في بعض القرارات المصيرية في الحكومة المقبلة، لاسيما أن وزراءهما يشكلان اكثر من نصف عدد الوزراء.

وأضافت الاوساط ان تصلب الحريري في موقفه الرافض لتمثيل النواب السنة المعارضين له عاملان: اولا بسبب خسارة الحريري كل من حليفيه القوات والحزب الاشتراكي مقعدا من حصتهما، وهو ما يجعله يتمسك بحصته كاملة اي ست حقائب، الامر الثاني هو الخشية من ان يصبح التنازل عن مقعد سني لمصلحة حزب الله عرفا مكرسا.