نشرت صحيفة "​الفايننشال تايمز​" البريطانية مقالا تناولت فيه العقوبات التي أقرها الرئيس الأميركي، ​دونالد ترامب​، على ​إيران​ ومدى فاعليتها، معتبرة أن "​العقوبات الأميركية​ تؤلم إيران ولكنها لن تؤدي إلى التغيير في البلاد".

وأثنت على تمسك الأوروبيين ب​الاتفاق النووي​ مع طهران، مشيرة الى أنه "على الرغم من تعهد ترامب بتقليص صادرات إيران ​النفط​ية إلى الصفر فإن إدارته أعلنت استثناءات مدتها ستة أشهر لعدة دول منها ​الصين​ و​الهند​ و​اليابان​ و​كوريا الجنوبية​ فيما يتعلق باستيراد النفط الإيراني، وبلغت وادرات هذه الدول مجتمعة من النفط الإيراني 2.7 مليون برميل يوميا خلال شهر أيار"، معتبرة أن "هذا دليل على أن ترامب متخوف من ارتفاع أسعار النفط".

ورأت أن "الرئيس الإيراني، ​حسن روحاني​، بدأ يستعيد الثقة التي تزعزعت في أزمة الصيف. وقد ظهر منذ شهور ضعيفا وسط توقعات بأن تغتنم المتشددون المعارضون للاتفاق النووي مع القوى العظمى الفرصة لإضعافه أكثر"، مذكرة أن "المرشد الأعلى، ​علي خامنئي​، دعا جميع التيارات إلى دعم روحاني من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي. واستفاد الرئيس الإيراني أيضا من موقف الدول الأوروبية المتمسكة بالاتفاق في وجه الانسحاب الأميركي".

ولفتت الى أن "الموقف الأوروبي من الاتفاق النووي لا ينبغي أن ينسينا ضرورة أن يتخلى النظام الإيراني عن "الدور الخبيث الذي يقوم به في ​الشرق الأوسط​ من ​سوريا​ إلى ​العراق​"، مشيرة الى أنه "على الرغم من مزاعم ترامب بأنه ألجم النظام الإيراني لا يوجد مؤشر على حدوث تغيير في سلوكه في المنطقة".

وأكدت أن "ترامب ليس الوحيد الذي يريد التخلص من نشاطات النظام الإيراني الإجرامية، ولكن إلغاء اتفاق نجح في تقليص برنامج إيران النووي ليس هو الرد المناسب. فالعقوبات الأخيرة، ستضرب ​الاقتصاد​ ولكن الألم سيتحمله الإيرانيون البسطاء الذين أكثرهم لا يحبون زعماء البلاد"، مذكرة أن "هذه العقوبات تسببت في شقاق بين ​الولايات المتحدة​ وحلفائها الأوروبيين، في الوقت الذي ينبغي فيه على العالم أن يعمل في وحدة من أجل التغيير في إيران".