كشفت صحيفة "الأخبار" ان زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون بلاد الشام جويل رايبرن للبنان، شكلت النموذج الأوضح عن العرقلة المقصودة لعمليّة تأليف الحكومة.

وكشف تفاصيل "غداء عمل" عقده رايبرن مع عدد من النّواب اللبنانيين وممثلي الكتل النيابية الأبرز في أحد مطاعم بيروت، فضلاً عن اجتماعه مع رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، عن أن الدور الأميركي هو السبب الأول لتحويل الحريري قضية تمثيل النّواب السنة من خارج كتلة المستقبل في الحكومة المقبلة، إلى أزمة مستعصية. وما الحديث عن أن ​حزب الله​ اخترع هذه العقدة بغية العرقلة، سوى تمويه عن السبب الحقيقي لتعنّت الحريري.

وأكد أكثر من مصدر مشارك في غداء العمل، لـ"الأخبار" أن رايبرن، تناول في حديثه خمس نقاط أساسية، تتركّز في معظمها على انتقاد حزب الله. أوّلاً، عاد رايبرن إلى انتقاد دور حزب الله في الإقليم ومشاركته في الحرب ضد التكفيريين في سوريا، معتبراً أن هذا الدور حمّل لبنان أعباءً. ثانياً، ذكّر بالعقوبات التي فرضتها بلاده، وتلك التي ستفرض على الحزب في المستقبل، وأن أي شخصية قريبة من الحزب وتتعاون معه، بمعزل عن موقعها، ستكون عرضةً للعقوبات. ثالثاً، شدّد رايبرن على أن الولايات المتحّدة الأميركية لا ترغب في حصول حزب الله وحلفائه على حصّة وازنة في الحكومة المقبلة، بما يظهر وكأن الحزب حصل على مكسب سياسي، معتبراً أن أي تغيير في ميزان القوى الحالي لمصلحة حزب الله وحلفائه، سيكون له تبعات مستقبلية على لبنان، كون الولايات المتحدة تعمل على تقليص نفوذ حزب الله. رابعاً، دخل رايبرن في تفصيل حصول حزب الله على حقيبة وزارة الصحة، معتبراً أنها "مكافأة"، مؤكّداً أن أميركا لن تتعامل مع الوزارة إذا كانت من حصة الحزب، وأن حصول الحزب على هذه الوزارة الوازنة سيسمح له بمدّ شبكة تواصل واسعة مع معظم اللبنانيين لما لهذه الوزارة من أهمية، وأن الوزارة تسمح للحزب بالحصول على مصادر تمويل.