في ظل الأزمة الحكومية، سيكون يوم الأحد المقبل "حامياً" على المستوى النقابي، حيث ستشهد ​نقابة أطباء الأسنان​ معركة لم تتضح معالمها بشكل نهائي حتى الآن، نظراً إلى دخول معطى جديد متمثل بدعم "​حزب الله​" مرشحاً شيعياً لمنصب النقيب، في حين درجت العادة على أن يكون النقيب من الطوائف المسيحية.

يتألف مجلس نقابة أطباء الأسنان في ​لبنان​ من 12 عضواً، تنتخبهم الجمعية العامة في اجتماعها السنوي العام وتنتخب نقيباً من بينهم في الجلسة نفسها، في حين أن مدة ولاية عضو مجلس النقابة ثلاث سنوات يمكن تجديدها مرة واحدة، ولا يجوز انتخابه للمرة الثالثة الا بعد انقضاء مدة ولاية كاملة على نهاية ولايته.

في الدورة الحالية، الإنتخابات ستكون على 8 مقاعد: 6 مسيحية و2 إسلامية، بحسب ما تكشف مصادر متابعة عبر "النشرة"، من بين هؤلاء سيكون النقيب الجديد لأطباء الأسنان في لبنان. بالإضافة إلى العرف الطائفي لمنصب النقيب، تشير هذه المصادر إلى عرف آخر، ينص على أن يكون هناك مداورة بين الجامعتين اللبنانية واليسوعية، والنقيب الحالي ​كارلوس خيرالله​ من الثانية، ما يعني أن النقيب المقبل من المفترض أن يكون من الأولى، وتلفت إلى أن الأحزاب تحاول أن تراعي هذا الأمر.

من وجهة نظر هذه المصادر، المعطى الأساسي اليوم هو دعم "حزب الله" ترشيح رئيس التجمع الإسلامي لأطباء الأسنان حسام أبو حمدان لمنصب النقيب، نظراً إلى أن هذا الأمر من المفترض أن يكون مدار بحث بين مختلف الأفرقاء المعنيين، وتشير إلى أن الأحزاب المسيحية لا تعارض هذا الأمر بشكل مطلق، لكنها تعتبر أنه من المفترض أن يأتي في إطار توافقي جامع، خصوصاً أن من المعيب طرح المعيار الطائفي في إنتخابات نقابية، حيث من الضروري أن تكون الكفاءة هي الأساس.

وتوضح المصادر نفسها أن قرار "حزب الله" يعود إلى الأعداد الكبيرة من الأطباء الشيعة في النقابة، ما يسمح لها في إيصال أي مرشح إلى منصب النقيب، ويعتبر الحزب أن اللعبة الديمقراطية من المفترض أن تحكم، لكنها تؤكد أن الحوار لا يزال مستمراً، لا سيما مع "​التيار الوطني الحر​"، مرجحة أن تتضح الصورة بشكلها النهائي يوم الجمعة المقبل، وأن يتم التوافق على مبدأ المداورة على مركز النقيب، أو كسر المعادلة الطائفيّة التي تحكم هذا الموقع.

في الصورة الحاليّة، تكشف أوساط نقابيّة فاعلة، عبر "النشرة"، أنه بالإضافة إلى أبو حمدان، هناك أكثر من مرشح لمنصب النقيب، لكن المعركة تنحصر بشكل أساسي بين: جورج عون، بروفيسور في الجامعة اللبنانية والمدعوم من "التيار الوطني الحر"، نبيل سركيس مدعوم من حزب "القوات اللبنانية"، روجيه ربيز مستقل وأستاذ سابق في الجامعة اليسوعية، وتؤكد أن الإتصالات قائمة بين مختلف الأفرقاء، نظراً إلى أن كل فريق يسعى إلى تأمين التوافق حول مرشحه.

وتوضح هذه الأوساط أن "القوات" من المفترض أن يحسم موقفه في الساعات المقبلة، سواء بالإستمرار في المعركة أو الذهاب إلى تبني مرشح الجامعة اللبنانية أو دعم المرشح المستقل، بينما تيار "المستقبل"، الذي لديه مرشحين على العضوية، يقف إلى جانب "القوات" في خياراته، في حين أن "​الحزب التقدمي الإشتراكي​" وحزب "الكتائب" يدعمان ربيز، و"​حركة أمل​" لم تحسم موقفها بشكل نهائي بعد.

في المحصّلة، الساعات المقبلة ستكون حاسمة لمعرفة مسار المعركة في إنتخابات نقابة أطباء الأسنان، فهل تنجح الإتصالات في الوصول إلى حل توافقي أم يذهب الأطباء إلى معركة ذات أبعاد مختلفة؟.