أشارت أوساط سياسية لصحيفة "الجمهورية" أن "تعقيدات العقدة السنية تضاعفت اكثر ممّا هو متوقع، ومن شأن هذا الأمر ان يضع رئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​ أمام خيارات صعبة"، لافتةً الى أن "أوّلها، ان يفاجىء الجميع بتَلقّف خروج ​رئيس الجمهورية​ و"​التيار الوطني الحر​" من هذه العقدة إيجاباً، ويبادر الى القبول بتوزير احد نواب "سنّة ​8 آذار​"، من حساب تيار "المستقبل"، وهذا أمر اكثر من مستحيل بالنسبة اليه وغير قابل للنقاش لا من قريب او من بعيد".

ورأت الأوساط الى أن "الخيار الثاني، ان يعتبر استعادة رئيس الجمهورية للوزير المسيحي الى الحصة الرئاسية، مفتاحاً للحل، إذ انّ الحريري في هذه الحالة لا يخسر وزيراً من تمثيل تيار "المستقبل"، ذلك انّ الوزير المسيحي الذي قايَض به مع رئيس الجمهورية كان في الاساس إرضاء للوزير السابق ​محمد الصفدي​ عبر تسمية زوجته فيوليت الصفدي لتوَلّي حقيبة وزارية. وبالتالي، هنا لا يدفع الحريري من حساب تيار "المستقبل". الّا انّ هذا الخيار مرفوض بشكل قاطع من قبل الحريري".

واعتبرت المصادر ان "الخيار الثالث، ان يبادر الى قلب الطاولة والذهاب الى رمي الكرة في ملعب الجميع عبر تسليمه رئيس الجمهورية تشكيلة حكومة أمر واقع، بالصيغة التي أعدّها فيها. الّا انّ هذه الخطوة دونها إشكالات وإرباكات كبرى، فهي أولاً ناقصة خصوصاً انّ جهات أساسية لم تقدّم اسماء وزرائها، مثل "​حزب الله​ و"​حركة امل​"، وهي ثانياً ستبدو لعبة تَحَدّ من شأنها أن تفتح الداخل على امور غير محسوبة او متوقعة وعلى تَبِعات سياسية. وهي ثالثاً ستجعله كمَن يغرّد وحيداً، إذ قد لا يشترك معه في هذا الخيار مختلف القوى السياسية الكبرى، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية".

وأشارت الأوساط الى أن "الخيار الرابع، ان يبادر الى إلقاء الجمرة في أيدي الجميع، عبر الذهاب الى الاعتكاف الجدي، مع التلويح بالاعتذار. الّا انّ هذا الخيار له ثمنه الكبير، والخسارة عليه قد تكون اكثر من اي جهة آخر".