رأى عضو كتلة "​الجمهورية القوية​" النائب ​وهبي قاطيشه​ أن تعطيل ولادة الحكومة ليس بحاجة لمنجمين لمعرفة اسبابه وخلفياته، ففي لبنان حزب مسلح يأتمر بالاجندة ال​ايران​ية ويصادر على اساسها ليس فقط قرار الحرب والسلم انما ايضا كل استحقاق دستوري لا يضمن استمرار سلاحه ومصالح طهران في مواجهة الغرب والدول العربية، ما يعني ان ايران تريد في خلفية تعطيل ​حزب الله​ لتأليف الحكومة، الامساك بالورقة اللبنانية للمساومة بها مقابل العقوبات الاميركية المفروضة عليها، علما بان الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ لن يعير هذه الورقة اي اهمية خصوصا ان لبنان ليس على سلم اولوياته.

ولفت قاطيشا، في تصريح لصحيفة "الأنباء" الكويتية، الى ان القناع لم يكن بانتظار مرونة القوات اللبنانية في ​تشكيل الحكومة​ ليسقط عن وجه حزب الله، بل سقط منذ العام 1982 لحظة اعلان ​السيد حسن نصرالله​ نفسه عن سعي الحزب لاقامة الدولة الاسلامية في لبنان، وما لجوؤه بعد مرونة القوات الى ما يسمى بسُنة ​8 آذار​ في تعطيله لتأليف الحكومة سوى للتغطية على القرار الايراني القاضي بمنع انطلاق قطار العهد والنهوض بلبنان اقتصاديا واجتماعيا وانمائيا "تعددت الذرائع والاجندة واحدة"، معربا بالتالي وتبعا لما تقدم عن اعتقاده ان الحكومة العتيدة لن تبصر النور في وقت قريب.

ولفت الى ان ما يمكن استنتاجه اليوم هو ان حزب الله لم يكن يريد حتى انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للبنان، اذ كان منذ اللحظة الاولى لانتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان يراهن على تمسك قوى 14 آذار بموقفها الرافض لانتخاب العماد عون، لكن مرونة حزب القوات وذهابه الى تفاهم معراب ـ بغض النظر عن عبث الوزير ​جبران باسيل​ به وتنكره لمضمونه ـ فاجأ حزب الله وحشره امام حليفه التيار الوطني الحر على قاعدة "مرغم اخاك لا بطل"، داعيا بالتالي الرئيس عون للالتفات الى حقيقة ما يتطلع اليه حزب الله والمبادرة بالتالي الى وضع النقاط على الحروف لانقاذ التشكيلة الحكومية ومعها مستقبل لبنان واللبنانيين.

وردا على سؤال، لفت الى ان امتناع رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ حتى الساعة عن استقبال النواب من سنة 8 آذار أو ما يسمى باللقاء السُني التشاوري ليس مستغربا، لا بل "ضربة معلم" متيقظ مما يُنصب له من شراك وافخاخ، لأن اي استقبال في بيت الوسط لاعضاء اللقاء مجتمعين لن يُترجمه حزب الله سوى اعتراف من الحريري بهم كفريق نيابي مستقل كامل متكامل "خيطوا بغير هالمسلة".