تقلب المواقف وإزدواجية المعاير بما يتناسب مع مصالحه الشخصية ولتنفيذ أجندات خارجية بعيدة كل البعد عن مصالح الشعب السوداني الذي يعيش ويلات الحرب الأهلية منذ العام الماضي، هذه هي الصورة الراسخة في عقول الشعب السوداني حول رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك الذي عاد إلى الساحة السياسية من جديد بعدما تخلى عن الشعب وقدم إستقالته من منصبه في يناير 2022.

بعد الإطاحة بحكم الرئيس السابق عمر البشير في عام 2019 وبعدما تلاعب بالشعب السوداني وأقنعهم بحلم الديمقراطية والعبور بالسودان إلى بر الأمان وخطط إقتصادية وهمية ستجعل من السودان وشعبها من ضمن اغنى دول القارة السمراء تم إختيار عبدالله حمدوك رئيساً للحكومة الإنتقالية كممثل للتيار المدني في المجلس السيادي الإنتقالي، لتكون بداية النهاية وينكشف جانب أخر من حمدوك كان خفياً وهو الخيانة.

الأنباء أكدت انه فور وصول حمدوك لكرسي الرئاسة شرع في تنفيذ الأجندة الخارجية حينها الرامية لضم أكبر عدد ممكن من الدول العربية لقطار التطبيع مع إسرائيل، وشرع في تنفيذ هذه الخطة تحت عباءة ضرورة إخراج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب لتحقيق إنتعاش إقتصادي يقود الشعب نحو الرخاء.

بالفعل وفي 23 أكتوبر 2020 انتهى ملف إدراج السودان على قائمة الإرهاب بعد أن وقع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على أمر بشطب السودان من قائمة وزارة الخارجية للدول الراعية للإرهاب. وجاء هذا القرار بعد أن وافق السودان رسمياً على بدء خطوات نحو التطبيع مع إسرائيل في أعقاب محادثة رباعية جمعت رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقالت وسائل الإعلام حينها أن السودان بقيادة حمدوك ينفذ أجندات واشنطن بحذافيرها تحت شعار التخلص من لوث الإرهاب والعودة إلى المجتمع الدولي. وبدلاً من إنتعاش خزينة الدولة حدث العكس تماماً، حيث تضمن التطبيع تحويل تعويضات ومبالغ طائلة لواشنطن لرفع إسم البلاد من القائمة السوداء، وبذلك خان حمدوك الشعب وأقحمهم في ديون يعجز السودان عن سدادها.

حمدوك وبعد أن خان الشعب وحقق أجندته الخارجية، عاد إلى المشهد السوداني من جديد لينفذ أجندات الخارج، وقرر هذه المرة أن تكون ضحيته الجديدة قائد قوات الدعم السريع الفريق أول، محمد حمدان دقلو "حميدتي".

هذا حيث أفادت التقارير أن عودة حمدوك للمشهد السياسي السوداني جاءت بتوجيهات من الخارج الهدف منها إطالة امد الحرب وإستغلال حميدتي لعدة أهداف أولها تمثيله سياسياً ومن ثم تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب وإبادة جماعية وغيرها من التهم، وهذا ما يعمل حمدوك على تنفيذه وخير دليل على ذلك اللقاءات الدولية التي يقوم بها والترويج لنفسه على أنه داعٍ للسلام وغيره رافض لذلك.

الباحث السياسي والمهتم بالشأن السوداني، خالد حسن، قال أن حمدوك عاد بمخطط جديد الهدف منه الإطاحة بقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو أولاً، والعودة الى كرسي الحكم من خلال تعاونه مع فلول المؤتمر الوطني المنحل ضمن إتفاقبات معينة تضمن تحقيق أهداف الطرفين، وهو ما سعى للترويج له خلال مؤتمر أديس أبابا.

وفي هذا السياق كشفت التقارير حقيقة وجود أطراف مؤيدة وبشدة لمشاركة المؤتمر الوطني في الحوار السياسي السوداني خلال إجتماعات أديس ابابا ومن ضمن هذه الأطراف كان حمدوك الذي حاول التفرقة خلال الإجتماعات بين المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية والقول أنهم طرفان مختلفان عن بعضهما البعض، مع أن الجميع يعلم تماماً أن كلاهما وجهان لعملة واحدة.

خالد حسن يرى أن حمدوك وكما حدث في 2019 عاد الى المشهد السياسي السوداني لتحقيق مصالح شخصية وسينتهي الأمر بخيانته لحميدتي وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية وسيعمل على إطالة امد الحرب إلى حين الإعلان عن تشكيل تحالف قوى أجنبي لبسط الأمن والسلام في السودان، وبالتالي يكون قد حقق بذلك طموحات دول الغرب، وينتهي السيناريو بإعترافه بالفشل ويغادر السودان تاركاً الشعب السوداني منكسراً لا حول له ولا قوة.

*كاتب متخصص في الشؤون الأفريقية