في ظل الأوضاع الصعبة على المستويين الإقتصادي والإجتماعي، يبدو أن هناك من يستغلها إلى أقصى الحدود، لا سيما تجّار المخدرات الّذين يهددون المجتمع بالسموم التي يبيعونها، الأمر الذي يدفع بالمواطنين إلى رفع الصوت عالياً في أكثر من مدينة وقرية ​لبنان​يّة، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها القوى الأمنيّة.

هذا الواقع ينطبق على ​مدينة الشويفات​، التي تعد من أكبر التجمعات السكنيّة في لبنان، خصوصاً أنها تمتدّ على مساحات جغرافيّة واسعة، حيث تسجل حالة كبيرة من "الفلتان" لا يمكن الإستمرار في السكوت عنها، نظراً إلى أنها تخطّت كل الحدود.

في هذا السياق، تؤكد مصادر مطّلعة من المدينة، عبر "النشرة"، أن الوضع لم يعد يحتمل، لا سيما مع إرتفاع عدد المدمنين من فئة المراهقين، الأمر الذي يسبّب أضراراً كبيراً لدى العائلات، وتشير إلى أن هذا الواقع يعود بالدرجة الأولى إلى إرتفاع عدد التجار والمروّجين بشكل غير مسبوق في الأشهر السابقة.

وتطرح هذه المصادر الكثير من علامات الإستفهام حول دور الأجهزة الأمنيّة في مكافحة هذه الظاهرة من جهة، وحول دور الجهات المدنيّة في إطلاق حملات توعية واسعة من جهة ثانية، وتلفت إلى أن بعض المروّجين يتنقلون في وضح النهار، وكأنّ هناك قناعة لديهم بأن أحداً لن يعمد إلى ملاحقتهم أو توقيفهم، وتضيف: "هم معروفون من قبل الجميع، وأحوال بعضهم المادية باتت متازة جرّاء الجرائم التي يقومون بها، بحسب ما تؤكد مظاهرهم".

وتستغرب المصادر نفسها إستمرار الواقع على ما هو عليه، في حين أن الشويفات تعتبر من أكبر المدن في لبنان، وهي ليست منطقة نائية بأيّ شكل من الأشكال، وبالتالي من المفترض أن تكون الأجهزة الأمنية حاضرة بكل قوة لمكافحة هذه الظاهرة، وتلفت إلى أنه قبل نحو عامين نفذت حملة واسعة، لكن بعد فترة قصيرة عادت الأمور إلى ما كانت عليه قبل ذلك، وتكشف أنّ هذه الظاهرة منتشرة في مختلف الأحياء، أي أنها غير محصورة في نطاق محدد.

من جانبها، لا تخفي مصادر في ​بلدية الشويفات​، عبر "النشرة"، هذا الواقع، لا بل تؤكد عليه، وتشير إلى غياب مستغرب للأجهزة الأمنيّة المعنيّة، التي عليها دور أساسي في ملاحقة التجار والمروّجين وتوقيفهم، بسبب التهديد الكبير الذي باتوا يشكلونه على المجتمع.

وتناشد المصادر في البلديّة الأجهزة الأمنيّة، لا سيما ​مكتب مكافحة المخدرات​ في ​قوى الأمن الداخلي​، العمل على معالجة هذه الآفّة بأسرع وقت ممكن، وتضيف: "من جانبنا نضع كل الإمكانيات المتوفرة لدينا في تصرّفها، لتكثيف المراقبة والتضييق على هذه الشبكات، لا سيما أن الوضع لم يعد يحتمل، ومن المفترض أن يكون هناك حلاً جذريا يضع حداً لحالة الفلتان القائمة".

على صعيد متصل، تكشف المصادر نفسها أن البلدية في طور التحضير لخطوات سيتمّ الإعلان عنها في وقت قريب، على مستوى المساعدة في معالجة المدمنين، نظراً إلى أن هؤلاء من ضحايا التجار والمروجين لا مجرمين، لكنّها تدعو ​المجتمع المدني​ والعائلات إلى المساعدة في هذا الإطار، لأن التوعية، بالإضافة إلى المراقبة، هي أساس المعالجة، لكنها تجدد التأكيد على أن المطلوب أن تقوم الأجهزة الأمنيّة بدورها.

في المحصّلة، هذا الواقع المرير يدفع بسكان مدينة الشويفات إلى رفع السقف عالياً، لمواجهة هذه الآفة التي باتت تهدد أبناءهم، على أمل أن تسرع الجهات المعنية للقيام بواجباتها.