عرض النائب ​تمام سلام​ الأوضاع الراهنة على الساحة ال​لبنان​ية، لا سيما ما يتعلق منها بالعراقيل على صعيد ​تشكيل الحكومة​ العتيدة، مع مفتي ​طرابلس​ والشمال الشيخ ​مالك الشعار​، في دارته في طرابلس، وعقب اللقاء اعتبر سلام ان "لا شك أن الأزمة التي يمر بها البلد اليوم، تنعكس سلبا على كل شيء على صعيد ​الاقتصاد​ والحياة العامة وعلى صعيد المسؤوليات الوطنية، وبالتالي عندما يتم اصطناع مقاييس ومعايير جديدة لضرب مسيرة وحدة الوطن، من خلال التشكيك ب​الدستور​، والتشكيك ب​الطائف​، والتداول بما يعرف اليوم بأمور، لا علاقة لها لا بالطائف، ولا بالدستور، وخصوصا ما يعنونونه بالأعراف، وكأن الأعراف أصبحت هي ما يتحكم بالوطن".

وشدّد سلام على ان "من أسوأ ما شاهدت، هو هذا المعيار أو المقياس، الذي اعتمد بأنه أصبح لكل كذا نائب وزير، وهذا لم يرد في الدستور، ولا في أي مكان. دستورنا وطني بكل معنى الكلمة، ويأخذ بعين الاعتبار، كل المعطيات، وأبرزها المعطى الطوائفي، الذي مع الأسف، تحول إلى ممارسة طائفية، ونحن بعيدون كل البعد عن ذلك، خصوصا نحن أهل الجماعة الذين لا نعترف بالطائفية، بل نعترف بطائفتنا، كمكون أساسي في هذا البلد، وعلى هذه الطائفة، أن تقوم بما يجب أن تقوم به، وبعدم إفساح المجال أمام أحد للتداخل أو للتصرف، بما يعود اليوم لهذا المكون في البلد".

وأضاف، ان "من هنا، نعم أنا مستاء، وأنا لا أوفر مناسبة، إلا وأبرز فيها هذا الوضع وأحمل من يتحمل، هذه المسؤولة، وأتعاضد مع من يصبر، ويعض على الجرح، ويقف موقفا وطنيا صحيحا، وهو المتمثل بما قام، وما يزال يقوم به دولة الرئيس المكلف الرئيس ​سعد الحريري​، على مستوى حرصه الدائم، لتوحيد الصف، وللعبور بلبنان إلى موقع إيجابي بناء وإنتاجي، يعود بالخير علينا جميعا، وإن شاء الله يعي الجميع هذه الأمور، ونعم أنا أدعو، كما دعوت في الأيام الماضية، إلى قليل من التواضع، لا نطلب كثيرا، إذا طالبنا الجميع أن يتواضعوا، وفائض القوة والرئيس القوي هنا، والمكون القوي هناك، والحزب القوي هنالك، والتكتل القوي، على من نستقوي؟ على بعضنا بعضا؟ نحن إذا تواضع الجميع، لا بد أن نصل إلى مخارج بإذن الله، ولكن إذا استمر منطق فائض القوة، وفرض ذلك على الجميع، فعلينا نحن، أن نحذر وأن ننبه بأن يتحمل كل مسؤوليته في ذلك".

وختم سلام بالاشارة الى "أن الحالة الاقتصادية والمعيشية، تصب سلبيا ومباشرة على الشعب الفقير و"المعتر"، والشعب الصابر والصامد، الذي يتكل على ممثليه وعلى قياداته، أن تنهض به وباستحقاقات وطنه، ولا يتكل عليها، أن تتناتش وتتقاسم النفوذ في البلد، وعلى قواعد- مع الأسف- تذهب بنا إلى مساحات ليس فيها ما يحمد عقباه، وأبرزها مناخ ​التلوث​ والفساد، الذي يسود على حساب الشفافية والإخلاص في خدمة وطننا".