ركّز راعي أبرشية ​طرابلس​ المارونية المطران ​جورج بو جودة​، خلال ترؤسه قداس سيامة الشماس جورج إسحاق كاهنًا، في كنيسة القديس ماما في بلدة كفرحاتا في ​قضاء زغرتا​، على أنّ "​الميلاد​ هو حقيقة لاهوتية أساسية من حقائق إيماننا المسيحي، هي حقيقة التجسّد والإيمان بأنّ الطفل الّذي نحتفل بولادته هو في الوقت عينه إله وإنسان"، لافتًا إلى أنّه "إبن الله وصورته الّذي لم يعد مساواته لله غنيمة، كما يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل فيليبي، بل تجرّد من ذاته متّخذًا صورة العبد، وصار على مثال البشر، وظهر في هيئة إنسان".

ونوّه إلى أنّه "كلمة الله المتجسّد الّذي قال فيه يوحنا الرسول في فاتحة إنجيله إنّه كان في البدء لدى الله، وبه كان كلّ شيء وبدونه ما كان شيء ممّا كان، إذ فيه كانت الحياة والحياة نور الناس، والنور يشرق في الظلمات ولم تدركه الظلمات. وهو الكلمة الّذي صار بشرًا فسكن بيننا فرأينا مجده، مجدًا من لدن الآب لإبن وحيد ملؤه النعمة والحق".

وأوضح المطران بو جودة أنّ "الميلاد هو التنفيذ العملي لوعد الله الخلاصي لأبوينا الأولين بأنّه سوف يرسل لنا مخلّصًا مولودًا من امرأة ليرمّم صورة الله فينا بعد أن ابتعدنا عنه ورفضناه وحاولنا أن نجعل من أنفسنا آلهة لأنفسنا"، مشدّدًا على أنّ "هذا المخلص، ​يسوع المسيح​، هو في الوقت عينه ابن الإنسان، إنّه ابن سلالة بشرية أعطانا إياها، ولو بصورة مختلفة في الأسماء، القديسان متى ولوقا في إنجيليهما".

وتوجّه إلى إسحاق قائلًا: "إنّ الصفات الثلاث الأساسية للكهنوت المسيحي هي: أنّه كهنوت نبوي أو تعليمي وكهنوت ملكي أو قيادي وكهنوت تقديسي، وأنت ستدعى بموجب كهنوتك للقيام بها. فعليك أن تكون أوّلًا نبيًّا أي معلّمًا، والنبي ليس ذلك الّذي يتكلّم بالغيبيات والمستقبليات بل هو الناطق الرسمي بإسم الله، الّذي يضع كلامه على لسانه".

وأكّد بو جودة أنّ "مهمّتك الأولى إذن هي التعليم، بعد أن تساهم في محاربة ونقض التعاليم الخاطئة كي توصل إلى الشعب كلمة الحياة، بخاصّة في ظروف كالّتي يعيشها مجتمعنا البشري اليوم، الّذي هو شبيه بذلك الّذي وصفه بولس الرسول في رسالته الثانية إلى تلميذه تيموتاوس حين قال: أعلن كلام الله وألح عليه بوقته وبغير وقته، وبخ وأنذر وعظ بصبر جميل ورغبة في التعليم الصحيح، إذ أنّ الكثيرين صاروا يتّخذون طائفة من المعلمين وفق شهواتهم لما فيهم من حكة في آذانهم، فيصمّون مسامعهم عن الحق ليقبلوا إلى الخرافات".

وركّز على أنّ "أنت فكن حذرًا في كلّ أمر وأصبر على المحنة ولعمل عمل المبشر، وقم بخدمتك أحسن قيام".