خطفت التطوّرات الأمنيّة المتلاحقة والمتسارعة على الحدود الجنوبيّة الأضواء، بعدما دفعت ​اسرائيل​ بالأوضاع إلى حافة الانفجار، ففي حين تحدّثت تل أبيب عن العثور عن انفاق، تمتد من ​بلدة كفركلا​ إلى مستوطنة المطلّة، أكد قائد "​اليونيفل​" في الجنوب الجنرال ستيفانو ديل كول العثور على نفق، بعد زيارة قام بها إلى الداخل الاسرائيلي، بينما جزمت مصادر أمنيّة، عبر "النشرة"، بأنّ الانفاق قديمة لكن اسرائيل استغلّتها اليوم تحت عنوان عملية "درع الشمال".

في المقلب اللبناني، تابع كل من رؤساء الجمهورية العماد ​ميشال عون​ والمجلس النيابي ​نبيه بري​ والحكومة المكلف ​سعد الحريري​ ​التهديدات الاسرائيلية​، على لسان رئيس الوزراء الاسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ وقادة جيشه، مع مسؤولي العواصم الكبرى للجم ما تخفيه النوايا الاسرائيلية ووضع حدّ لها واحتوائها، في حين لم تكتفِ تل أبيب بالتهديدات بل لجأت إلى توزيع جنودها على طول الحدود مع لبنان، واطلاق النار على عناصر الجيش في أطراف ​ميس الجبل​، مدّعية انهم عناصر من "​حزب الله​"، كما أقدمت على خرق شبكة الهاتف في بلدة كفركلا، ووجّهت عبرها تهديداً لأهالي البلدة من مغبّة التعامل مع "حزب الله"، ما دفع بوزارة الخارجية والمغتربين لتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة.

في هذا السياق، يؤكّد مصدر أمني لبناني، عبر "النشرة"، أن الأوضاع جنوباً تحت السيطرة، وإن كانت إسرائيل تقرع طبول الحرب، فالجيش في حال تأهب واستنفار على الحدود كما حزب الله، لافتاً إلى أن الدول الكبرى، كبريطانيا وفرنسا ومختلف دول القرار في مجلس الأمن، تمكّنت حتّى الساعة من لجم اسرائيل، وهي طالبت تل أبيب بوقف التهديدات ضد لبنان لأنها تخشى من أن تتعرض قوّات اليونيفل لأيّ خطر، بحال شنّت اسرائيل حرباً ضد لبنان، وهو ما حصل في حرب تموز 2006، بعدما أغارت الطائرات الإسرائيليّة على مركز مراقبي الهدنة في الخيام.

ويشير المصدر نفسه إلى أن رقعة إنتشار "اليونيفيل" توسعت بعد العام 2006، تنفيذاً لمندرجات القرار الدولي 1701، موضحاً أن لبنان يعتبرها شاهداً دوليا على العدوانيّة الاسرائيليّة ويتمسّك بها أكثر من أيّ وقت مضى، مؤكداً أن جهوزيّة حزب الله اليوم أقوى وصواريخه تطال كل بقعة في إسرائيل.

من جانبه، يعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ​علي عسيران​، في حديث لـ"النشرة"، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول من خلال العملية المزعومة الخروج من عزلته السياسيّة، التي أوقعته فيها المقاومة الفلسطينية في غزة، عبر ايهام الرأي العام الاسرائيلي أنه حقق انتصارات على المقاومة في لبنان، بينما هو عاجز اليوم عن ذلك نظراً لتعاظم قوة المقاومة اللبنانية والتفاف الشعب حولها في التصدّي لأيّ عدوان اسرائيلي محتمل.

ويؤكد عسيران أن لبنان، الذي قدّم التضحيات الجسام في المواجهات مع اسرائيل، لن يسمح لنتانياهو في كسب أيّ نصر على أرض الجنوب، مشدداً على التمسك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، مجددا القول بأنّها "وحدها التي تحمي وطننا وتحصّن الانتصارات وتفشل أيّ عدوان اسرائيلي مهما علا حجمه"، موجّهاً التحيّة إلى الدبلوماسيّة اللبنانيّة، التي تواجه الصلف الاسرائيلي عبر الشكاوى التي ترسلها إلى الأمم المتحدة.