لفت راعي أبرشية ​البترون​ المارونية المطران ​منير خيرالله​، خلال ترؤسه قداس عيد القديس نعمة الله ال​حردين​ي في ​كفيفان​، إلى "أنّنا نحتفل اليوم بعيد القديس نعمة الله، إلى أنّ "يسوع يجدّد دعوته لنا اليوم، لكلّ فرد منّا كما دعا رسله، إلى القداسة، كذلك دعا الأب نعمة الله الحرديني، ابن هذه الأرض المقدسة"، منوّهًا إلى أنّ "كلّ فرد منّا، حيث هو بحياته وعمله، يسوع يدعوه الى القداسة".

وركّز على "أنّها دعوة شاملة إلى كلّ ​المسيح​يين، إلى كل البشر لكي يسيروا ويتبعوا يسوع على طريق الخلاص، على طريق القداسة، وكان القديس البابا ​يوحنا بولس الثاني​ قد قال لنا سابقا نحن اللبنانيين في حفل إعلان نعمة الله طوباويًّا "كل فرد واحد قادر على أن يكون قديسًا""، مشيرًا إلى أنّ "هذه الدعوة موجّهة إلينا بشكل خاص وكما القديس نعمة الله كساب الحرديني دعاه الرب من رعيته حردين إلى القداسة، فترك كلّ شيء وتبع يسوع وهو في الثامنة عشرة من عمره ودخل ​الرهبانية اللبنانية المارونية​".

وأوضح المطران خيرالله أنّ "ربنا يدعونا إلى القداسة في هذه الظروف بالذات، وطبعًا هناك من يتقدّس منّا وهو غير معروف ومعلن. هل كان لنعمة الله الحرديني أن يتقدّس ويتجاوب مع دعوة الله لو لم يكن قد تربى في عائلة مسيحية ملتزمة واقفة وثابتة في إيمانها في مواجهة عواصم العالم ؟ طبعا لا".

وتوجّه إلى كلّ عائلة من عائلاتنا وإلى كلّ أب وكلّ أم وكلّ شاب وصبية وولد، لكي "يكونوا على ثقة أنّ الرب يدعو أشخاصًا من أفراد عائلاتكم إلى القداسة. لا تنسوا وانتبهوا لأنّ مسؤوليّتكم كبيرة تمامًا كما مسؤوليّتنا نحن الرعاة كبيرة جدًّا أن نكون مثل نعمة الله الحرديني وشربل ورفقا والأخ اسطفان، فنكون شهودًا للإيمان ولعيش إيماننا ببساطة، بفقر، بصمت، بتواضع وبتسليم كامل". وبيّن "أنّها مسؤوليّتنا ولا يفكّرن أحد منّا أن نرمي المسؤولية على الآخر، نحن مسؤولون وقادرون أن نكون قديسين".

وشدّد على "أنّنا نصلّي اليوم على نية كلّ عائلاتنا وعلى نية كنيستنا الّتي تواجه أيضًا تحديات وعواصف وحربًا كبيرة، ونصلّي من أجل وطننا وكلّ المسؤولين فيه، ونطلب من الرب أن يعطينا نعمة النظر الداخلي والروحي فنفتح عيوننا ونقرأ إرادته من خلال علامات الزمن الّذي هو زمن قداسة وليس زمن تعاسة، ونحن عل ثقة وإيماننا كبير ورجاؤنا أكبر أنّنا قادرون على إكمال الطريق، وكنيستنا ثابتة وهي كنيسة المسيح وأبواب الجحيم لن تقوى عليها".