شدّد العميد المتقاعد ​محمد رمال​ على أن "الموقف ال​إسرائيل​ي الرسمي يُعارض القرار الأميركي بالإنسحاب من ​سوريا​، لأن الوجود الاميركي خصوصاً والوجود الدولي عموماً هناك، يؤمّنان فرصة لإسرائيل لكي تكون شريكة في العمليات العسكرية التي تحصل في سوريا".

وأشار، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، الى أن "الإنسحاب الأميركي من سوريا أتى نتيجة ترتيبات بين الأميركيين من جهة، والأتراك من جهة أخرى. وهذا الأمر يسمح للطرف التركي بأن يتمتّع بنفوذ أكبر، وخصوصاً في المناطق التي تسيطر عليها قوات "سوريا الديموقراطية" التي كانت مدعومة من ​الولايات المتحدة الأميركية​. ويبدو أنه تمّ، بموجب الإتّفاق الأميركي - التركي مؤخراً، إطلاق يد ​تركيا​ في أن تقوم هي بالتعامُل مع المنطقة التي تسيطر عليها قوات "سوريا الديموقراطية"، كما يُلاحَظ، فإنه بعد الإعلان عن القرار الأميركي بالإنسحاب من سوريا، صدرت تصريحات رسمية تركية حول أن الأتراك صارت لديهم فرصة لِحَسم الوضع في هذه المنطقة".

وأكد رمال أن "التخوّف من عملية عسكرية إسرائيلية على الحدود السورية غير مُستبعَد، لأن إسرائيل ستحاول أن تعوّض من خلال حضورها العسكري الفراغ الذي سيخلّفه إنسحاب الولايات المتّحدة كقوّة عُظمى من سوريا، ولكن هذا الموضوع يبقى غير مضمون النتائج. فالعمل العسكري الإسرائيلي على الجبهة الجنوبية لسوريا، وإن كان غير مستبعد، إلا أنه لا يؤمّن لإسرائيل مساحة جغرافية تمكّنها من فرض نفسها على الأرض السورية، كما هي الفرصة متاحة حالياً أمام الأتراك".

ولفت رمال الى أن "إسرائيل ترى أنه في ظلّ الإنسحاب الأميركي من سوريا، تفسح الولايات المتحدة المجال للأفرقاء الآخرين لكي ينفّذوا استراتيجياتهم هناك. لا شكّ أن لدى إسرائيل استراتيجية معيّنة، ولكن هذه الاستراتيجية محكومة بكثير من الإعتبارات، منها الجغرافية لِكَوْن الوجود الأميركي كان في المنطقة التي ليست على الحدود الجنوبية السورية، وهي حدود تعتبرها تركيا أنها هي معنيّة بها بالدرجة الأولى".

ورأى رمال أنه "يبدو أن الأمور في سوريا تذهب باتّجاه تسوية سياسية بعد الإنسحاب الأميركي، أو أن الإنسحاب الأميركي هو الذي سيعجّل في إجراء تسوية سياسية هناك. وفي هذا الوقت، ستحاول إسرائيل أن تحجز مكانها على طاولة التسوية من ضمن العوامل المؤثرة على الساحة السورية، ولكن ليس من خلال الحضور العسكري الميداني، بل من خلال ضربات عسكرية كما حصل بالأمس مثلاً وكما كان يحصل في السابق. فلا يُمكن للوجود العسكري الأميركي الذي يتّجه الى الإنسحاب، أن يؤمّن الغطاء الفعلي لأي عمل عسكري إسرائيلي ميداني على الأرض في سوريا".