رأت صحيفة "التايمز" البريطانية ان "قرار الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ سحب ​القوات الأميركية​ من سوريا، أثار تزاحما للاستفادة منه بين روسيا وسوريا وتركيا، وأن الخاسرين الأكبرين جراء ذلك هما الأكراد والغرب"، مشيرة إلى ان "عواقب قرار ترامب سحب جميع القوات الأميركية المؤلفة من 2000 عسكري من سوريا باتت الآن واضحة على الأرض، إذ أرسلت تركيا، المتلهفة لطرد جميع القوات الكردية من حدودها الجنوبية، بحسب الصحيفة، دبابات لتطويق بلدة منبج الاستراتيجية في شمالي سوريا، والتي كانت قاعدة للقوات الأمريكية وتخضع حاليا لسيطرة ​قوات سوريا الديمقراطية​، التي تؤلف ​وحدات حماية الشعب الكردية​ جزءا كبيرا منها".

وخلصت الصحيفة إلى ان "ذلك يشبه نهاية اللعبة في الوضع السوري المعقد. وهو، بنظرها، خيار مثير للسخرية والإحباط، بأن يترك الرئيس الأسد ليفرض قبضة قيادته القاسية على معظم البلاد مع تخندق حلفائه الروس والإيرانيين بقوة لمساعدته في "تطهير" ما تبقى من خصومه".

ورأت الصحيفة أن تركيا على الجانب الآخر لم تعد تخشى التصادم مع الولايات المتحدة، حليفتها في حلف شمالي الأطلسي (ناتو) وتستعد لتوجيه ضربة قاسية للمسلحين الأكراد الذين تحملوا عبء قتال إرهابيي ​تنظيم داعش​، وباتوا بعد أن تخلى عنهم حلفاؤهم الأميركان عرضة ثانية لإملاءات حكومة الأسد، وهجوم انتقامي من الرئيس أردوغان، الذي يربط بين وحدات حماية الشعب الكردية وانفصاليي ​حزب العمال الكردستاني​، إذ يصنفهم جميعا تحت مسمى ​الجماعات الإرهابية​". واعتبرت ان "الأكراد سيتعرضون ثانية للخيانة وأن الرئيس ​بشار الأسد​ الذي دمر بلاده جاهز الآن لحكم خرائبها، لتتساءل قائلة: "من خَسرَ سوريا؟ إنه السؤال الذي على ترامب أن يتامل فيه جيدا!".