يؤكد متابعون للتشكيل الحكومي ان الامور متوقفة منذ نحو اسبوع تقريباً وان لا "كلام ولا سلام" بين المعنيين بالتأليف وكما يؤكد الرئيس ​نبيه بري​ امام زواره انها "مطرحك يا واقف" وانها ترجع "خليفاني". ويشير المتابعون الى ان الامور توقفت عند ترسيخ معادلة حكومة الـ30 وزيراً وعند عقدة الثلث المعطل الذي يريده رئيس ​التيار الوطني الحر​ بأي شكل من الاشكال والاصرار من ​اللقاء التشاوري​ الذي يرفض ان يكون اسم الوزير السني السادس من حصته ومن بين الاسماء التي قدمها الى ​الرئيس ميشال عون​ وانه يصر على ان يصوت من ضمن حصته. وتجزم الاوساط بوجود شبه إجماع على سقوط كل المعادلات الحكومية التي طرحت ابتداءاً من حكومة مصغرة من 14 او 18 و24 وموسعة من 32 او 36 فالرفض تقاطع بين قوى متعددة بين رافض لـ"التصغير" او حكومة تكنوقراط او حكومة اختصاصيين غير حزبيين وبين حكومة موسعة تشمل كل ​الكتل النيابية​ وخصوصاً الاقليات ​المسيحية​ والعلويين. لذلك يعتقد المتابعون ان طرح حكومة الاختصاصيين او التكنوقراط والذي ترفضه معظم الكتل بما فيهم ​حزب الله​ و​حركة امل​ والرئيس ​سعد الحريري​ والتيار الوطني الحر و​رئيس الجمهورية​، لن ينجح فهذا الرفض ولو سجل في الغرف المغلقة سيخرج الى الاعلام عند شعور الجميع بأنه جدي ومطروح للنقاش بقوة.

ويقول المتابعون المنضوون في تحالف امل وحزب الله ان وجهة نظر الثنائي الشيعي تبلغها البطريرك الماروني ​الكاردينال بشارة الراعي​ من خلال وفد حزب الله الذي زاره اخيراً للتهنئة بالاعياد وان موقف الثنائي يرتكز على حكومة موسعة ومؤلفة من حزبيين على ان تكون عادلة في التوزيع والتمثيل وتحترم نتائج ​الانتخابات​. ويؤكد هؤلاء ان الثنائي الشيعي يحترم ​بكركي​ وما تمثل ويقف عند آرائها ويحترم التباين في وجهات النظر في الملفات الداخلية ويرحب بأي لقاء يعقد برعايتها ويرحب بلقاء الاربعاء ولا يعتبر انه موجه اليه وخصوصاً ان الثنائي الشيعي يدعم مطلب توزير ممثل عن النواب من سنة ​8 آذار​. ويؤكد هؤلاء ان اللقاءات مستمرة في سياق اللجنة الاسلامية- المسيحية ويجري تبادل وجهات النظر والآراء من وقت الى آخر.

في المقابل تؤكد اوساط كنسية مقربة من الكاردينال الراعي ان "لقاء االاربعاء" هو ترجمة لنداءات وتمنيات وحث البطريرك الراعي لتشكيل ​الحكومة​ ومنع التعطيل واذا تعذر الامر كما جرى خلال الاشهر الثمانية الماضية، السير بحكومة تنقذ البلد ولو كانت حكومة مصغرة او اختصاصيين او تكنوقراط. وتفصح ان فكرة اللقاء هي نتيجة لتقاطع آراء البطريرك الراعي مع عدد من القوى والشخصيات المسيحية والمارونية والتي زارت بكركي في الفترة الماضية وتشاورت معه في فكرة لقاء او خلوة للنواب المسيحيين وقادة الاحزاب والخروج بصيغة موحدة لمواجهة ما يجري من تعطيل ومن انهيار ومن خطر على مؤسسات الدولة والحفاظ على حضور المسيحيين وثقلهم في المعادلة السياسية ومنعاً لاي انهيار سياسي او اقتصادي قد يؤدي الى تغيير النظام او قلب المعادلات الموجودة الى غير جوهر ​المناصفة​ المسيحية- الاسلامية قولاً وفعلاً.

وتشير الاوساط الى ان اقتصار الدعوة على رؤساء الكتل والنواب ​الموارنة​ وتصغير اللقاء وعدم شمول المسيحيين الآخرين هو من اجل ضمان نجاحها لان فكرة توسيع اللقاء ليكون اسلامي- مسيحي او مسيحي- مسيحي موسع قد لا تكون فكرة سديدة وغير مضمونة في الفترة الراهنة.

وتؤكد ان اللقاء سيخرج بنداء او توصية وتركز على الملف الحكومي والاجتماعي والاقتصادي ودعوة الى الاسراع بالحكومة ووقف الانهيار الشامل. وتختم بالتأكيد على ان جهود البطريرك الراعي ونداءاته ستبقى مستمرة وبعد تقييم نتائج لقاء الاربعاء سيكون هناك لقاءات اخرى.