اشارت "الاخبار" الى أن التعيينات الجديدة التي أجراها رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ لم تُحدث ارتياحاً داخل ​تيار المستقبل​، بل على العكس. فقد انقسمت الآراء حولها بين اللامبلاة أو الامتعاض، وكشفت عن أن التغييرات التي حصلت بداية لم تكُن أكثر من عدّة شغل سياسية لإراحة القاعدة الشعبية، لكن من دون أن يكون لها ترجمة فعلية. ومن السابق لأوانه معرفة كيفية تعامل الجمهور مع التعيينات الجديدة. أما على الصعيد الداخلي للتيار، فكان واضحاً أن الأمور ليست على ما يُرام، خصوصاً أن بعض التسميات أتت "نافرة ومستغربة" لكثيرين من كوادر "المستقبل".

واشارت مصادر في التيار الى إن "نقطة الضعف الأساسية في التسميات تكمُن في أن الحريري نقل إدارة التيار من الجيل الأول والمؤسس مباشرة إلى الجيل الثالث، الجيل الشاب الذي لا يملك الخبرة الكافية للنهوض بالمنسقيات". أما بعض الأسماء التي عُيِّنَت في مناصب جديدة، فهي في الأصل "تعُد عند الكثير من المستقبليين ذات دور سلبي في العمل التنظيمي، كبسام عبد الملك (عيُن أمين سرّ) وبسام شكر (عضو في مكتب الأمين العام)"، يُضاف إليهما شبلي "الذي كان أصلاً من ضمن الكوادر الانتخابية وعضواً في المكتب السياسي". وبحسب المصادر، فإن الامتعاض الأكبر يأتي من قاعدة التيار في بيروت، خصوصاً أن الحديث بعدَ الانتخابات كان يتركّز على تحسين منسقية العاصمة بشكل أساسياً، حيث إن إدارة العملية الانتخابية كانت فاضحة، وأظهرت صراعاً كبيراً بين مراكز النفوذ داخل التيار بشكل قسّم الماكينة الانتخابية فيها إلى ماكينات. وبعدَ أن كان من المقرر تعيين المحامي عمر الكوش منسقاً عاماً في بيروت، كشفت المصادر أن "فريق ​فؤاد السنيورة​ ضغط بشكل أساسي لاستبداله بسامر سوبرة"، ونجح في ذلك. كذلك جرى تعيين فادي تميم، "القريب من السنيورة"، مساعداً للأمين العام لشؤون العلاقات العامة، علماً بأنه، كرئيس لـ"النادي الثقافي العربي"، يحظى باحترام واسع.

أما العنوان الثاني الذي شكّل مفاجأة داخل أروقة التيار، فكان عودة النائب السابق ​عقاب صقر​ إلى الواجهة، بعد الضجة التي أثيرت حول دوره إبان أزمة احتجاز رئيس الحكومة في ​السعودية​. إذ يدور نقاش بأن تعيينه مستشاراً للحريري، وللأمين العام ​أحمد الحريري​، خطوة أولى نحو توكيله مهمّة أخرى لها علاقة بقطاع الإعلام في المستقبل، علماً بأن صقر كان يعبّر دوماً عن رفض أي منصب إعلامي في التيار. ومنذ نحو سنة ونصف لم تتوقف المعلومات التي تتحدث عن صراع بينه وبين مدير تحرير ​جريدة المستقبل​ جورج بكاسيني، الذي كان اسمه متداولاً لتولي منسقية الإعلام بدلاً من عبدالسلام موسى قبل تثبيت الأخير في موقعه. وقد يتطور هذا الصراع بعد إقفال الصحيفة ورقياً، خصوصاً أن بكاسيني يسعى عند الرئيس الحريري إلى تولي إدارة الموقع الإلكتروني المشترك الذي سينشأ لمؤسسات التيار كافة، وكذلك لإدارة قناة "المستقبل" بدلاً من حسين الوجه وعماد عاصي.