وحده يبدو ان ​التيار الوطني الحر​ "مصر" على تفاؤله الحكومي ويؤكد لسائليه ان اللقاءات بين الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ ورئيسه وزير الخارجية ​جبران باسيل​ ايجابية، اثنان في ​باريس​ وآخر في بيروت مساء امس الاول بعد عودة الحريري من باريس. ويشدد التيار الوطني على ان اللقاء الثالث كان "ثابتاً" وان هناك تقدماً ملموساً في التأليف بعد تاكيد الوزير باسيل انه غير متمسك بالـ11 وزيراً وانه يوافق على صيغة الـ3 عشرات اذا ما اعطي التيار الى جانب الحقائب السيادية حقائب خدماتية. في المقابل تؤكد اوساط ​حركة امل​ والاشتراكي ان طرح تبادل الحقائب بين امل والتيار والاشتراكي لم ينجح فالرئيس ​نبيه بري​ قبل باستبدال البيئة بالصناعة او بالثقافة لكن النائب السابق ​وليد جنبلاط​ اصر على التربية والصناعة في حين رفض الدكتور ​سمير جعجع​ التخلي عن الثقافة. ورغم ما تقدم، يقول التيار ان الاتصالات "ماشية" ولا داع للقلق او نسف التفاؤل واللجوء الى التشاؤم مرة جديدة.

في المقابل تؤكد اوساط الرئيس المكلف ان اللقاءات التي جمعت الحريري بباسيل كانت ايجابية لكنها لم تقدم اجوبة على الاسئلة الحكومية المطروحة ولم تطرح حلولاً جذرية للعقدتين الموجودتين. وفيما يشبه التحدث بلغة "الالغاز والاسرار"، ترفض الاوساط تاكيد او نفي ما تردد عن طرح باسيل على الحريري مرة جديدة استعادة الوزير المسيحي منه في مقابل استرداد الوزير السني السادس الى حصة الحريري على ان يبحث الحريري بدوره مع اللقاء التشاوري امر تمثيلهم. وتشير الاوساط الى طرح باسيل ايضاً لافكار قديمة وسقطت مسبقاً كما طرح تعديلات على الصيغة الثلاثينية رفضها الحريري سابقاً لكونها ستعيد التأليف الى المربع الاول وتنسف كل ما اتفق عليه سابقاً وخصوصاً بعد تلويح جنبلاط اثر تصاعد الصدام الدرزي بينه وبين الوزير ​طلال ارسلان​ والوزير السابق ​وئام وهاب​ بالتراجع عن الاتفاق مع ​الرئيس ميشال عون​ كما تبلغ الحريري وفق الاوساط من 8 آذار وخصوصاً امل و​حزب الله​ انهما اذا ما تعدلت الصيغ سيعدل بمطالبه الحكومية ويطالب بحصة موازية لتمثيله البالغ 45 نائباً. وعليه يرفض الحريري العودة الى المربعات السابقة والتي استغرقت 5 اشهر لتنتهي. وتقول الاوساط ان التيار وباسيل عادا الى المطالبة ايضاً بوزارة الاشغال وهو امر مرفوض من المردة والحريري. في المحصلة تؤكد اوساط الحريري اننا امام مربع اخير وفيه العقدتين الاخيرتين وسيتضح لنا خلال هذا الاسبوع وحتى مطلع شباط حقيقة الامور والنوايا المبيتة فإذا صفت ستؤلف الحكومة واذا لم تؤلف فهناك خيارات سيلجأ اليها الحريري تتراوح بين الاعتكاف او اللجوء الى الانتقال الى السراي لتصريف الاعمال وتفعيل الحكومة في الملف المالي واقرار الموازنة اما خيار الاعتذار فتقول الاوساط انه مرهون بالرئيس الحريري وحده ولا يمكن التكهن بأي خيار سيجُدّ بعد مطلع شباط اذا لم تتشكل الحكومة.

في الموازاة تؤكد اوساط في 8 آذار ان الثنائي الشيعي وتحالف 8 آذار لم يتبلغ خلال اجتماعه التشاوري امس بخروقات نوعية للتأليف وقد تحدث فرقاً خلال الاربعة او الخمسة ايام المقبلة وخصوصاً ان لا طروحات جديدة او عملية على اللقاء التشاوري وبالتالي لا معطيات لدينا عن تأليف حكومي قريب او يمكننا القول اننا انتهينا من الازمة الحكومية.

وتصف الاوساط ما تسمعه عن وجود خيارات للرؤساء الثلاثة عون وبري والحريري اذا لم تتألف الحكومة مطلع شباط بانها خيارات للحث فلا يمكن تفعيل الحكومة بلا موافقة الرؤساء الثلاثة معاً ولا يمكن للحريري ان يعتكف او يعتذر لانه سينسف كل الجهود التي بذلت حتى الآن وسيسقط التسوية الرئاسية ولا يمكن للرئيس بري ان يدعو الى جلسات نيابية بلا تامين الميثاقية لها. وتقول الاوساط ان تلويح عون برسالة الى مجلس النواب في ملف الحكومة ايضاً دونه محاذير ومن شانه ان ينسف العلاقة بين الرئاستين الاولى والثالثة وسيحرج الرئيس بري الذي لن يدعوالى جلسة لقراءة رسالة عون اذا ما قاطعها المستقبل والقوات.

وعليه تقول الاوساط اننا وضع صعب وجامد وقد نصل الى جمود اكبر وتعطل البلد اقتصادياً وسياسياً اذا لم تتشكل الحكومة كما وعد الحريري وباسيل خلال الاسبوع المقبل.