أشارت مصادر "​القوات اللبنانية​" لـ"الجمهورية" الى انّ تشكيل ​الحكومة​ تحوّل قلقاً وجودياً بالنسبة إلى الشريحة الأكبر من اللبنانيين الخائفين على مصيرهم ولقمة عيشهم ومستقبل أولادهم، في ظل ارتفاع نسبة البطالة بنحو مخيف وغير مسبوق، والجمود في القطاعات الانتاجية والاستثمارية، وفراغ وتعطيل يضاعفان منسوب الأخطار الكيانية على لبنان وطناً ومواطنين. وبالتالي، أمام هول هذا المشهد كان تأليف الحكومة يشكّل بالنسبة إلى "القوات" أولوية الأولويات، وكانت في صدد إطلاق صرخة تحذيرية في اجتماع تكتّلها أمس لو استمر الفراغ على النحو المعلوم".

وأكدت المصادر انّ رئيس الحكومة سعد الحريري "لم يُفاتح القوات بتبديل الحقائب سوى أمس، بعدما شعر أنّ الأبواب أقفلت في وجهه إقراراً منه بأنّ القوات قدّمت ما يكفي من التسهيلات. ولكن حين أكد لها انّ مصير الحكومة يتوقّف على موقفها، لم تتردد في اجتماع التكتل بالموافقة لسببين أساسيين: الأول، لأنّ البلاد في حاجة ماسة إلى حكومة تتجاوز أي تفصيل من هنا ومن هناك، خصوصاً انها كانت تنازلت كمّاً ونوعاً من أجل ولادتها في المرة السابقة. والثاني، لأن لا فارق بين ​وزارة الثقافة​ وبين وزارة التنمية الإدارية او ​وزارة الإعلام​، فضلاً عن أنّ اي موقف مغاير لـ"القوات" كان سيشكّل غطاء للطرف السياسي الذي عَطّل الحكومة وحال دون ولادتها منذ أشهر عدة".

وأضافت المصادر: "الأولوية اليوم هي في محاولة التعويض على اللبنانيين ما خسروه بفعل الفراغ الطويل، عن طريق دينامية حكومية استثنائية تعمل في اتجاهين: الالتزام بسياسة "النأي بالنفس" من أجل إبعاد المخاطر الإقليمية عن لبنان، والعمل سريعاً على إقرار رزمة من المشاريع الاقتصادية التي تعيد لبنان إلى سكة الأمان".