اعتبر الوزير السابق ​شربل نحاس​ أنه لم يعد خافيا على أحد أن في ​لبنان​ لا حكومة ولا مجلس نواب انما 6 او 7 زعماء ينتدبون أناسا عنهم في وقت يتحكمون هم بالبلد ككل، لافتا الى ان لا شيء قد تغيّر بين ​الحكومة​ السابقة والحكومة الجديدة الا بعض الحصص، التي انتقلت من فريق لآخر في عملية التناتش التي استمرت 9 أشهر.

واستغرب نحاس عبر "النشرة" الحديث عن تغيير طال بعض السياسات الحكوميّة، مشددا على انه "اذا كانت هناك سياسات خاطئة تم استبدالها بأخرى جديدة، فالواجب اولا الاقرار بأن ما كان معتمدا في السابق لم يكن صائبا، على أن يترافق ذلك مع تحميل المسؤوليات لأصحاب السياسات الخاطئة". وقال:"اذا كانوا قد اختلفوا بالأمس واتفقوا اليوم، الا يجدر بنا أن نعرف متى يكذبون علينا هل خلال اتفاقهم او اشتباكهم"؟.

ورأى نحاس أن لا مسؤولية على الاطلاق بادارة الشأن العام، انطلاقا من التخلّي فجأة عن ​الابراء المستحيل​ الى الاتهامات التي طالت الحريريّة السياسية وصولا الى ​الفساد​ الذي ينعتون به بعضهم البعض، لافتا الى أنّ هذه الحكومة ما كانت لتتألّف أصلا لولا الضغط الاستثنائي الذي مارسته الحكومة الفرنسيّة.

واعتبر نحاس أن مؤتمر "سيدر" ليس الا مؤامرةيشارك فيها بعض من في الداخل والخارج لتمديدحياةالسلطةالفاشلة، التي تمعن بتيئيس اللبنانين وتدمير البلد، مذكرا انه حين تم تمرير "سيدر" كان الاتفاق على خفض العجز فاذا به يتضاعف 3 مرات العام الماضي. وأضاف:"أصلا اذا كانوا قد ارتأوا حقيقة خفض العجز فذلك يتم اما بزيادة ​الضرائب​ أو بالتقليل من النفقات، وهو ما شهدناه مؤخرا من خلال وقف الدولة الدفع للضمان و​المستشفيات​ والبلديات والجمعيات، وفي حال قرروا المضي أبعد من ذلك بعصر النفقات فقد يلجـأون الى تخفيض الرواتب أو حتى الغاء ​سلسلة الرتب والرواتب​. لكنني على يقين انهم لا يملكون الجرأة لزيادة الضرائب او خفض الإنفاق من مدّخرات الناس، والمرجّح ان يسرّعوا عددا من الصفقات بحجة ​الخصخصة​ التي تدخل ظاهريّا أموالا اليوم لكنها في الواقع تؤدي على المدى الطويل الى افقار البلد".

وأشار نحاس الى ان "لدى الأطراف الخارجيّة مصلحة بوضع اليد على ما تبقى من قطاعات تؤمّن مداخيل بالعملات الأجنبيّة ك​الاتصالات​ والمطار والمرفـأ، لتكون بذلك قوى السلطة تتمادى بتصفية كل الموارد الباقية في هذا البلد، والتي كان من الممكن أن يعتمد عليها الأوادم في مراحل لاحقة لانتشاله ممّا هو فيه".

ونبّه نحاس من "مخاطر ​انفجار​ اجتماعي يواكبه انفجار أمني"، معتبرا أن "ما يبقي هذه السلطة متماسكة هو التهويل الذي تمارسه على اللبنانيين من خلال القول اننا تصالحنا وجنبناكم الحرب، ومؤخرا من خلال التطمين بأننا جنّبناكم انهيار الليرة لذلك عليكم ان تقبلوا بأن نمرّر المزيد من الصفقات". وأضاف:"ما نعيشه حفلة متاجرة بالقلق، فيما الناس لا تزال تعض على جرحها، لكن الى متى طالما الديون تتراكم والمؤسسات تقفل أبوابها والفوائد وصلت الى مستويات غير مسبوقة"؟.