رفض رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ التسليم بـ"انتصار ​إيران​ و​حزب الله​ في لبنان"، معتبرا أنه "في الوقت الحاضر ليس هناك من يواجه لأنه لا أحد يريد المواجهة لكن هذا لا يعني أن إيران انتصرت".

وأسف جعجع في حوار مع "الشرق الأوسط" على عدم وقوف بعض الحلفاء مع "القوات" في قضية سلاح "حزب الله" في ​البيان الوزاري​. وأكد أن "رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ أبدى تقديره لموقفنا في الحكومة لكن الفريق الآخر يجب أن يسمع أصوات أخرى كي يعرف أن ذلك ليس صحيحا، فكاد يصدق الفريق الآخر أن الأكثرية مع طروحاته".

وقال جعجع "إن الخطوط العريضة التي اسمها 14 و8 آذار ما تزال موجودة، ولو هناك بعض الخروقات بطريقة مقاربة الأمور بين أطراف كل مكون".

وأشار إلى أن العلاقة مع ​التيار الوطني الحر​ و​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ "ليست جيدة في وضعها الحالي"، وَأضاف "ربما بسبب ​تشكيل الحكومة​ وكان يحاول الوزير ​جبران باسيل​ تقليص حصة القوات قدر الإمكان، وكانت القوات من جهة أخرى تسعى لأن تحصل على حقها بالحكومة. وقبلها كانت هناك انتخابات نيابية، وطبيعي أن يكون هناك تنافس على المقاعد. آمل بعد انتهاء ​الانتخابات​ وتشكيل الحكومة أن يكون التعاون أفضل على الملفات التي تطرح في الحكومة. ففي الحكومة الماضية، كان لدينا النظرة نفسها حيال بعض الملفات مثل ​ملف النازحين السوريين​، وفي ملفات أخرى يمكن أن نكون على طرفي نقيض مثل ملف ​بواخر الكهرباء​".

من جهة أخرى، لفت إلى ان ​الوضع الاقتصادي​ دقيق جدا ولا يحتمل خطابات حول وجوب ​مكافحة الفساد​ وغيرها... يجب الذهاب إلى خطوات عملية، وأول خطوة عملية مطروحة أمامنا في الحكومة هي ​الموازنة​ التي هي برأيي بيت القصيد، لأن الموازنة، وبالتالي مصروف الدولة، كناية عن وعاء مثقوب منذ 30 سنة. كثيرون يعولون على مؤتمرات سيدر وإنجازاته، وقبل سيدر كان هناك باريس 1 و2 و3 وربما باريس 15. ما دام الوعاء مثقوب فمهما تضع فيه فسوف يهدر. قبل كل ذلك تريد سد الوعاء ونحن صراحة سنكون واضحين وحاسمين جدا في موضوع الموازنة". وجزم أن "أي شيء تشتمّ منه رائحة فساد وعدم استقامة، سوف نتحرك ونقوم بالاتصالات اللازمة وتجميع أكثرية وزارية كي لا يمر الملف. ولن نأخذ شيئا بعين الاعتبار ولا حتى على حساب التحالفات السياسية، لأنه كما رأيت في الحكومة الماضية تحالفاتها ضُرِبَت. نحن لسنا في الحكومة لكي نعزز موقعنا في السلطة على حساب كل شيء حاصل بلبنان. إما أن نوجد بالسلطة لنقوم بشيء أو لتحقيق أهداف، وإلا فلا نوجد فيها".

وعن علاقة القوات مع تيار المردة ورئيس مجلس النواب نبيه بري، قال: " لا يمنع أننا نتفق على ملفات ونختلف على أخرى. تجمعنا مع الرئيس بري بعض الملفات الداخلية مثل ملف بواخر الكهرباء، وهو ما جمعنا في الحكومة الماضية، أما في بعض الملفات الإقليمية مثل الموقف من القمة الاقتصادية العربية، فلم يجمعنا الموقف نفسه أبدا".