أكدت مصادر ​لبنان​ية مواكبة لتأمين عودة ​النازحين السوريين​ لصحيفة "الشرق الأوسط" أن "وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ وبخطوة منفردة بعث برسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام ل​جامعة الدول العربية​ ​أحمد أبو الغيط​ والإدارة المركزية ل​مفوضية اللاجئين​ التابعة للأمم المتحدة ومقرها في جنيف، يطلب فيها أخذ العلم بضرورة تطبيق ما صدر عن القمة الاقتصادية العربية التي عُقدت أخيراً في ​بيروت​ بخصوص الإسراع بعودة النازحين إلى المناطق الآمنة في ​سوريا​، وأولها تلك الواقعة في المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان".

وكشفت المصادر أن باسيل شكا في رسائله هذه من مفوضية اللاجئين بذريعة أنها "تقوم بالتحريض لمنع عودة النازحين إلى بلداتهم وقراهم"، وطلب منهم التدخُّل لتغيير سلوكهم والتعاون لعودتهم.

وأوضحت المصادر أن المفوضية تتواصل حالياً مع ​روسيا​ التي كانت أطلقت مبادرة لتأمين عودة النازحين على أن تكون الأولوية للذين لجأوا إلى لبنان لأنه لم يعد في مقدوره أن يتحمّل الأعباء المالية والاقتصادية المترتبة على استضافتهم.

وكشفت أن المفاوضات بين الطرفين قطعت شوطاً على طريق توفير الضمانات الأمنية لعودتهم، مشيرة إلى أن روسيا تتحرك في هذا المجال لدى ​الحكومة​ في سوريا تمهيداً لإصدار عفو عام عن المطلوبين وإيجاد تسوية لأولئك الذين تخلّفوا عن الالتحاق ب​الخدمة العسكرية​ الإجبارية.

وشددت على أن الروس ومفوضية اللاجئين يتواصلون مع السلطات المعنية في ​ألمانيا​ و​فرنسا​ للحصول منهما على مساعدات مالية لتسهيل عودة النازحين وتحقيق اندماجهم في بلداتهم وقراهم وتأهيل البيوت لتكون صالحة للسكن على ألا يكون هناك رابط بين مساهمتها في هذا النطاق وبين إعادة إعمار سوريا والحل السياسي لإنهاء الحرب فيها.

ورأت المصادر أن "رسائل باسيل لم تلقَ أي تجاوب وهو يحاول كعادته إقحام نفسه في حرق المراحل، وإن وزراء معنيين بالملف فوجئوا بهذا التصرف، معتبرين أنها مزايدات شعبية اعتادوا عليها بموضوع النازحين".