تؤكد اوساط سياسية في تحالف ​8 آذار​ ان كل القوى تتهيب المرحلة المقبلة ولا يريد اي طرف ان يسجل على نفسه "نقاط سلبية" ومجانية للطرف الآخر وخصوصاً ان السقف السياسي والداخلي للمرحلة المقبلة والذي حدد بـ"فترة سماح" للحكومة بـ100 يوم هو سقف عال ومكلف وصعب كما ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومعه الرئيسين ​نبيه بري​ و​سعد الحريري​ وامامهم جميعاً ​السيد حسن نصرالله​ و​حزب الله​ بعد رفعهم لشعار الانقاذ الاقتصادي ومكافحة الفساد. وتفصح الاوساط ان الصالونات السياسية والكواليس الداخلية لكل طرف تؤكد وجود مأزق كبير لكل من يُكشف له ملف ولا مجال لـ"ضبضبته" او التغطية عليه لانه سيسبب احراجاً و"جرصة" لا مثيل لها. وتكشف الاوساط ان بعض القوى السياسية عمدت في الفترة الماضية الى تكبير فريقها الاعلامي والى تحشيد "الجيوش الالكترونية" للتصدي او للدفاع او للهجوم على الخصوم وعلى فضح اي تستر على اي مرتكب.

وتلمح الاوساط الى ان ​التيار الوطني الحر​ وحزب الله يوليان الملف الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي كل الاهتمام ويسعيان الى الامساك به وخصوصاً في البيئة المشتركة. وتقول الاوساط ان من اسباب الاحراج الاضافية هي الملفات التي قد تكشف للحلفاء قبل الخصوم وداخل التيار او الحزب الواحد وحجم الضرر الذي قد يسببه محاسبة نائب او وزير وربما زجه في السجن ليكون عبرة لغيره. وتشير الاوساط الى وجود قرار حازم في مكافحة الفساد وزج مسؤول كبير متورط للتاكيد على ان مزاح مع احد ولا خيمة فوق احد.

ومنذ انتهاء جلسة الحكومة الماضية وحتى اليوم فتحت نيران السجالات السياسية بين القوات والتيار الوطني الحر في الاعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وطالت كل المرحلة السابقة من نبش القبور الى فتح ملفات الحرب الاهلية الى "التمريك" السياسي في التعامل مع الوجود السوري في لبنان لناحية الاستفادة منه او التضرر منه. وفي هذا السياق تؤكد اوساط قيادية في ​القوات اللبنانية​ ان السجال الحاصل مع التيار الوطني الحر هو في ملف محدد ولا خلفيات تصعيدية له وهناك دائماً قنوات اتصال بين الطرفين لاحتواء اي توتر وللتهدئة. وتشير الاوساط الى ان القوات ليست في حاجة في كل مرة الى تأكيد انها تدعم العهد كما دعمت وصول وانتخاب ​الرئيس ميشال عون​ ومع التيار هناك تفاهم سياسي ومصالحة لن نعود عنها ولكن من الطبيعي ان نختلف على ملفات وان نتفق على اخرى الامور على "القطعة" ولا داع لتكبير الحجر في كل مرة نختلف فيها. وتؤكد ان ما حصل في الملف السوري هو مبدئي ولا نقبل بخرق ​النأي بالنفس​ وما قاله الوزير ​الياس بو صعب​ هو خرق للنأي بالنفس وكان يجب ان يناقش في الحكومة اما زيارة الوزير ​صالح الغريب​ فهي تجاوز لمجلس الوزراء ويجب ان تناقش قبل حدوثها في مجلس الوزراء بالاضافة الى كونها خرقاً بالنفس فنحن قلنا رأينا في مجلس الوزراء واوصلنا وجهة نظرنا ونتمنى ان نكمل الجلسات الحكومية بروحية التعاون والتفاهم والتفهم. وعن رأي القوات بما قام به الرئيس ميشال عون وطريقة رفعه الجلسة تشير الاوساط الى ان الجلسة عند رفعها كانت دخلت في ساعة انعقادها الخامسة ويحق للرئيس عون ولرئيس الحكومة رفع الجلسة وهذا من صلاحياتهما ولا داعي لتكبير الموضوع وتؤكد ان الاتصالات مستمرة لتكون الجلسة الحكومية مقبلة ومثمرة.

وتشدد الاوساط على ان لا توجه لدى القوات و​معراب​ لفتح جبهات او اصطفاف ضد احد لا التيار الوطني الحر والرئيس عون او غيرهما ولا نعتقد ان المتاريس تفيد في شيء. نحن على تحالفنا مع المستقبل والاشتراكي وقد نتفق معهما في ملفات ونختلف في اخرى وربما ايضاً قد نتفق مع حزب الله في ملفات عدة كالفساد والكهرباء وغيرها. ما يهمنا جميعاً هو انقاذ البلد والانتاجية بعيداً من التنمير والتمريك السياسي.