اعتبرت مصادر ​التيار الوطني الحر​ لصحيفة "الجمهورية" أنّ "مواقف رئيس الجمهورية جاءت في إطار شرح مقاربته ل​ملف النازحين السوريين​، ولا داعي لتحميل هذه المواقف أبعاد تتجاوز أبعادها الموضعية"، لافتة الى ان "البعض بالغ في تأويل مواقف رئيس الجمهورية وحملها إلى غير مكانها"، مشيرة إلى أنّ "الضجّة المثارة حول ملف النازحين فيها كثير من المغالاة والمزايدة، اذ أنّ أولويات عمل حكومة الى العمل واضحة وتضمّ بنحو أساسي ملفات: الفساد، الاقتصاد، والنازحين. ومن الطبيعي أن يتولى وزير شؤون النازحين صالح الغريب عمله سريعاً من خلال العمل على ايجاد الآليات المناسبة لإعادة النازحين، الأمر الذي يتطلب تنسيقاً وحواراً مع ​الحكومة​ السورية".

واعتبرت المصادر، أنّ "​الدول العربية​ رفعت من وتيرة إتصالاتها مع سوريا وهناك من عاود فتح سفارته في دمشق، ما يعني أنّ الخطوة ال​لبنان​ية ليست أبداً من باب تعويم ​النظام السوري​، فيما لبنان يتمتع أصلاً بتمثيل ديبلوماسي مع سوريا وهو أوْلى في الحوار معها لحلّ أزمة النازحين التي تثقل كاهل اقتصاده".

وكشفت أنّ "زيارة الوزير صالح الغريب لدمشق لم تكن بمبادرة ذاتية منه كما يصوّرها البعض، لا بل ضمن توافق ضمني بين مكونات الحكومة، وبالتالي إنّ بعض المواقف التي تُطلق لا تحاكي الواقع أبداً، بدليل أنّ بعض المستقبليين نقلوا ​النقاش​ إلى مكان آخر، يتصل بكلام رئيس الجمهورية، ولم يصوّبوا مباشرة على الزيارة. في حين أنّ مواقف بعض قيادات ​حزب القوات اللبنانية​ تتحدث عن تصدٍ ستقوده القوات مع ​الحزب التقدمي الاشتراكي​، ما يعني إخراج المستقبل من هذه الجبهة".

ورأت المصادر نفسها، أنّه بمعزل عن مواقف المزايدة التي يعتمدها البعض، فإنّ مبادرة وزير شؤون النازحين تستحق المحاولة، وفي حال فشلها، نلجأ إلى مبادرة أخرى. واذا كان المزايدون يعتقدون أنهم يدغدغون مشاعر ​البيئة​ السُنيّة عبر اعتماد هذا الخطاب، فإننا نؤكّد لهم أنّ هذه البيئة كما غيرها من البيئات المضيفة تعاني من أضرار ​النزوح السوري​.