شدّد النائب السابق ​فادي الأعور​ على أن "مقاربة هذا الملف تستوجب التذكير أولاً بأنه يوم بدأت ​الأزمة السورية​، كانت أكثرية ​العالم العربي​ تغطي عملية تدمير المجتمع في ​سوريا​ و​الدولة السورية​، بهدف أخذ المنطقة الى مشروع "​الشرق الأوسط​ الجديد.وبعد فشل هذا المشروع، بدأت المعاناة، ويأتي موضوع ​النزوح السوري​ أحد أهم النتائج".

وأشار الأعور في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "​المجتمع الدولي​ متعدّد الصّيَغ حالياً، ولا شيء إسمه رؤية موحدة لهذا المجتمع الدولي حول ​ملف النازحين السوريين​ ويمكن القول إن الموقف الدولي هو نوع من المواقف والمخاوف والمصالح المتعددة، والمتمايزة، فالموقف الروسي مختلف عن الأميركي، والأول والثاني يختلفان عن الأوروبي. أما الموقف السوري، فهو يدعو عبر منهجية عمل لديه الى عودة النازحين السوريين الى ديارهم، وتقوم منهجيته على منطق التسويات، كما حصل حلّ المشاكل مع المسلّحين في مناطق كثيرة، عبر دور روسي كبير أيضاً".

ولفت الأعور الى أن "​واشنطن​ لا تهتمّ بموضوع النازحين السوريين، ولا بالنتائج التي أسفر عنها في الدول التي نزحوا إليها، بل إن كلّ ما يهمّها هو الموضوع السياسي، وأن تبقى ثابتة ب​سياسة​ ابتزاز الدول، وتحديداً الدولة السورية، لخدمة ​إسرائيل​".

وأضاف:"الأوروبيون يخشون قدوم جحافل النازحين الى ​أوروبا​، والمشكلة الإجتماعية والديموغرافية من جراء ذلك. ولذلك، نرى الدول الأوروبية تقدّم المساعدات، وتتعاطى مع ملف النزوح السوري على قاعدة إبقاء النازحين حيث يتواجدون ولكن الأوروبيّين لا يمانعون في المبدأ أي حلّ لإعادتهم الى سوريا، لأن ذلك يريح دولهم كثيراً".

ورأى الأعور أنه "في ما يتعلّق ب​لبنان​، كانت توجد طبقة سياسية، قبل مرحلة انتخاب ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ رئيساً، تحاول القيام باستيعاب للنازحين السوريين بهدف الإستفادة منهم لتعزيز أوضاعها السياسية محلياً في الداخل اللبناني، وللضغط على الدولة السورية أيضاً. فالطبقة السياسية الحريرية، كانت تحاول في ما مضى، استخدام النازحين في مشروع إسقاط النظام في سوريا، ولكنها فشلت".

وتابع:"نحن أمام واقع جديد حالياً، في ظل عهد الرئيس عون. كما لدينا حكومة جديدة، ورأينا كيف بادر وزير الدولة لشؤون النازحين ​صالح الغريب​ لزيارة سوريا بدفع من رئيس الجمهورية، أما السجالات التي قام بها وزراء "​القوات​" فهي عبارة عن "فقاقيع صابون" على حافة مشروع كبير هدفه القول إنهم يساجلون في ​الحكومة​ من جهة، بالإضافة الى أن سجالاتهم هي تعبّر عن مواقف سياسية مدفوعة الثمن مسبقاً، من جهة أخرى".

ختم:"العمل على حلّ مشكلة النزوح السوري تتطلّب التعاطي مع سوريا كدولة شقيقة. كما يجب أن نكون الى جانب الرئيس عون في هذا الإطار، ونشدّ على يد الوزير الغريب، لكي نُبعد كلّ المخاطر عن لبنان على خلفية هذا الملف، خصوصاً في ظلّ إمكانية استخدام النازحين من قِبَل المجتمع الدولي عام 2021، لمحاولة ضرب النظام في سوريا".