اشار السفير المكلف متابعة مؤتمر "سيدر" بيار دوكين بعد لقائه وزير المالية ​علي حسن خليل​، الى "إن البيان الوزاري وثيقة جيدة يُبين المسار الذي ترغب السلطات السياسية اللبنانية بانتهاجه ويقف المجتمع الدولي إلى جانب السلطات اللبنانية ليدعم ما يرد فيه، وينتابنا شعور كما أشار أيضاً وزير المال بأن الحكومة الحالية ليس لديها رفاهية الانتظار بل يجب أن تجري الأمور بشكل سريع، طبعاً لا يمكن تحقيق كل الأمور في يوم واحد. ولعل بعض المانحين يرغبون في أن يحصل ذلك، ولكن في المقابل يجب تقديم إشارات الآن في مختلف المجالات الواردة في البيان الوزاري، لا بد من تقديم موازنة 2019 بشكل سريع. فقد تم التصويت على موازنة عام 2018 في أواخر شهر آذار من العام الماضي وعلى الموازنة أن تلحظ خفض العجز ( وفقاً لما هو وارد في البيان الوزاري) بما لا يقل عن واحد بالمائة من إجمالي الناتج المحلي. ولا بد من إحراز تقدم على هذا الصعيد. كما هو موضح في البيان الوزاري، يجب التقدم على صعيد موضوع الوظيفة العامة ونظام التقاعد والقيام بالإصلاحات اللازمة في ​قطاع الكهرباء​. وأنا لا أنفك أكرر أن ثمة مثلث ومكون من المشاريع والإصلاحات والتمويل ويجب التحرك على هذه المستويات الثلاثة بالتوازي. قد يعتبر البعض أنه يجب إعطاء الأولوية للمشاريع أو للإصلاحات. لكن كل هذه النواحي مترابطة والرؤية التي أرساها ​مؤتمر سيدر​ الذي عقد برعاية بلادي تقضي بالتقدم على جميع هذه الصعد. ويجب العمل أيضاً على ترتيب المشاريع بحسب الأولويات وعلى إرساء مشاريع ​البنى التحتية​ الضرورية التي تحتاجها البلاد. إذا إجرينا نقاشات عامة وحول مواضيع اقتصادية ومالية".

واكد المسؤول الفرنسي أنه من غير الممكن إنجاز كل الأمور الاصلاحية في بضع أسابيع، ومن الواضح أنه لا يمكن إصلاح كهرباء لبنان في غضون شهرين، ولكن يجب إعطاء إشارات في المجالات المختلفة في مهلة قصيرة نسبياً، ليس بالضرورة ضمن شهرين. غير أنه أصبح لديكم حكومة منذ شهر وحصل البيان الوزاري على موافقة البرلمان بأكثرية ساحقة. فلنستفد من هذه اللحظة. نعرف أنه بعد تشكيل الحكومات في جميع بلدان العالم، لا بد من الاستفادة من الزخم الذي يسود للتقدم. هكذا تجري الأمور في جميع أنحاء العالم ولبنان لا يشكل استثناءً . سأكرر للمرة الخامسة أننا لا نقول إنه يجب تنفيذ كل شيء ضمن مهلة شهرين. ولكن على العكس، قد يكون من المؤسف أن نجد بعد مرور شهرين أو ثلاثة أشهر أنه لم يتم مباشرة العمل.

واكد ان أموال سيدر حاضرة دائماً، والدول المانحة المؤسسات الدولية مستعدة للمساعدة، ولكن فلتقل الأمور ببساطة، الإصلاحات لا تقتصر على الموازنة، ثمة مشاريع في قطاع ​الاتصالات​ والطيران والطاقة، وقد سُنت قوانين ولكنها غير مطبقة لأن الهيئات الناظمة لا تعمل لأن التعيينات فيها لم تحصل، كيف تتوقعون إقناع المستثمرين من القطاعين العام والخاص بالاستثمار إن كانوا يجهلون طريقة تنظيم القطاعات. اضاف "إذا الإصلاح لا يعني دائماً التعديلالت الهيكلية ولكن ببساطة إنشاء الهيئات التي تنص عليها القوانين اللبنانية. ونقرأ في البيان الوزاري أن التعيينات للهيئات الناظمة الثلاثة للطاقة والاتصالات والطيران ستحصل وهذا أمر ممتاز. وهو ليس بالأمر الصعب. فهناك تفاوض عادي يجري في كل البلدان بين القوى السياسية. وهذا أمر طبيعي ولكن يقول لكم أحد أنه يجب إصلاح شركة كهرباء لبنان في شهرين. كرر أنه لا بد من التقدم على المسارات الثلاث: الإصلاح والتمويل والمشاريع. أو المشاريع والتمويل والإصلاح بغض النظر عن التراتبية. وهذا أمر ممكن وضروري".

كما التقى خليل بالمدير الإقليمي للبنك الدولي ساروج كومار جاه وجرى البحث في المشاريع المشتركة بين لبنان والبنك الدولي.