أكدت مصادر فلسطينية لـ"​النشرة​"، ان الرئيس الفلسطيني ​محمود عباس​ سيقوم بزيارة الى سوريا قريبا للقاء الرئيس السوري ​بشار الاسد​ وكبار المسؤولين، ليكون بذلك ثاني رئيس عربي يزورها منذ اندلاع الحرب فيها في اذار من العام 2011 وتجميد عضويّتها في جامعة الدول العربية بعد زيارة الرئيس السوداني عمر حسن البشير.

الزيارة التي ستنهي رسميًّا فتورا في العلاقات بين الطرفين وشبه قطيعة استمرّت سنوات، ستبحث في سبل تعزيز التعاون والتنسيق لمواجهة التحدّيات التي تحدق بالأمة العربية والقضية الفلسطينية على ضوء عزم الولايات المتحدة الاميركيّة الاعلان عن "صفقة القرن" قريبا، ناهيك عن اعادة اعمار مخيم "اليرموك" الذي دمر إبان الاحداث العسكرية والهروب منه.

واعتبر مسؤول فلسطيني بارز عبر "النشرة"، ان أمام الرئيس الفلسطيني عباس فرصة لردم هوة الخلافات الفلسطينية عبر عقد لقاءات مع القوى الفلسطينيّة المتواجدة في دمشق، وأبرزها الجبهتين "الشعبية والديمقراطية" حيث بدأتا تتخذان مواقف سياسيّة مغايرة لحركة "فتح"، و"القيادة العامة" بزعامة احمد جبريل، ومنظمة "الصاعقة" وهما في اطار "منظمة التحرير الفلسطينيّة" وقد جمدتا عضويتهما منها، فيما يبقى خيار لقاء حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" مستبعدا، في ظل الخلافات الأخيرة ونتائج مؤتمر "موسكو" الذي جمع 12 فصيلا فلسطينيا برعاية روسيّة وإنتهى بخلاف على بيان موحّد.

تعثر التلاقي

وبإنتظار الزيارة، ما زالت الجهود اللبنانيّة والفلسطينيّة المشتركة، تتعثّر أمام جمع القوى الوطنية والاسلامية في لبنان، التي وقّعت على وثيقة "العمل الفلسطيني المشترك" برعاية رئيس مجلس النواب وحركة "أمل" نبيه بري، حيث بدت مؤشرات عقد إجتماع لـ"القيادة السياسية الموحدة"، يترنّح تحت وطأة الخلافات الداخلية، رغم تأكيد كافة القوى على أهميّة انعقاده، فـ"تحالف القوى الفلسطيني" بما فيه حركتا "حماس" و"الجهاد" يلقيان الكرة في ملعب حركة "فتح" حيث دعت حركتا "حماس" و"الجهاد" الى تفعيل العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، وإلى عقد اجتماع عاجل لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، على اعتبار ان هيئة العمل التي تمثل عنوان الوحدة الوطنية للفصائل الفلسطينية في الساحة اللبنانية.

بينما تأخذ فصائل "المنظمة" على "التحالف" إزدواجيّة الموقف بين الاقوال والأفعال، وتأخذ حركة "فتح" على "حماس" عدم تحييدها الساحة اللبنانية من الخلافات، حيث إجتمع ممثلها في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي بممثل "التيار الاصلاحي" العميد محمود عيسى "اللينو"، بينما تأخذ على حركة "الجهاد" إعلانها مواقف سياسية من لبنان تهاجم السلطة والرئيس الفلسطيني عباس، في حين ان قرار حركة "فتح" لا يزال ساري المفعول لجهة عدم الاجتماع مع اي فصيل لا يعترف بان "المنظمة" هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والموقف لم يتغير.

الجوع يجتاح

وبين الزيارة المرتقبة والخلاف، دقّت المبادرة الشعبية الفلسطينيّة في مخيم ​عين الحلوة​ ناقوس الخطر من الفقر والجوع المجتاحان ​المخيمات الفلسطينية​ في لبنان ونظّمت في خطوة لافتة، مسيرة رمزية تحت عنوان "الجوع يجتاح عين الحلوة والمخيمات"، انطلقت من امام مسجد الفاروق في الشارع الفوقاني وجابت شوارع المخيم ايذانا باطلاق حملتها لتخفيف المعاناة.

ورفع المشاركون في المسيرة رغيف خبز ولافتات دعت المسؤولين الى تأمين حبّة الدواء والطعام لان الوضع بات مأساويا، واصدرت في ختام المسيرة بيانا أوضحت فيه أن "عشرات الاطفال في عين الحلوة يقتصر فطورهن على الخبز المغمّس بالشاي وهذه حقيقة اثبتتها دراسة علميّة جدية لا مبالغة تهويلية، عشرات التلاميذ في مدارس الاونروا لا يأخذون مصروفا يوميا وهذه حقيقة يسأل عنها المدرسون، يوميا تُغير عائلات مستورة على حسبة صيدا لجمع بقايا الخضار والفواكه، وهو ما يمكن لمن يرغب التحقّق منه بزيارة ميدانيّة يوميّة عصر كل يوم، وهذه المؤشرات غيض من فيض، الجوع يعشّش مخيماتنا ويتساكن مع اطفاله ويؤرق بال رجاله وتنسال دموع نسائه، وحدهم القادة والمؤثرون السياسيون والمجتمعيون لا يبالون ولا يشعرون وكأنهم من كواكب اخرى".

ولفتت أن "المبادرة الشعبية والتي عملت على مدى الشهور الماضية على رصد الحالة بعد استفحالها، ونفّذت العديد من المقابلات والاستبيانات وخلصت الى تكوين ملفّ اولي تطلق اليوم صرختها لتضافر الجهود للعمل المشترك والجاد لمحاصرة هذه المشكلة والحد من تفاقمها قبل فوات الاوان وبعد ان حولت المخيمات من عناوين الصمود والنضال لاجل حق العودة الى عشوائيّات البؤس والحرمان".

ولفتت إلى أن "المبادرة الشعبية في مسيرتها اليوم تطلق بداية حملة متواصلة متعددة الاوجه لابراز هذه المشكلة ومسبباتها والعوامل والتقصيرات المؤدية لتفاقمها واللامبالاة القيادية تجاهها على امل المعالجة الجماعية والسريعة"، مشددة على "الواقع المعيشي المأساوي وتطالب المعنيين بالتحرك".