أشارت مصادر سياسية بارزة، تراقب مجريات العلاقة بين أركان السلطة في ​لبنان​، إلى أن "تلويح وزير الخارجية ​جبران باسيل​ بـ"لا حكومة" إذا لم يؤخذ بوجهة نظره حيال القضايا الخلافية، يعبّر عن خيار دفين لدى فريقه، هو التخلص من رئاسة ​سعد الحريري​ للحكومة.

ورأت هذه المصادر أنه "قد لا يكون حان وقت هذا الخيار، لكنه موجود في حسابات باسيل وحلفائه ربما، وسبق أن حذر منه بعض الأوساط كاحتمال بعيد المدى، في إطار الصراع على السلطة بكل أبعاده المحلية والخارجية".

ورصدت هذه المصادر "الحملة على الحريرية السياسية على أنها جهد حثيث لإبقاء هذا الاحتمال قائما عندما تحين ظروفه، ويقضي باستنزاف الحريري إلى حينها"، معتبرة أن "ما بدأ باستهداف رئيس ​الحكومة​ السابق ​فؤاد السنيورة​ ليس إلا محاولة لإسقاط الشرعية السياسية السنية للأخير، ولتهشيم الرمزية السياسية السنية للحريري من ورائها، وهذا لا يتم من دون هدف ينوي أصحابه تحقيقه على مراحل".

وعبّرت المصادر نفسها عن خشيتها من "أن يشارك "​حزب الله​" "التيار الحر" هذا الخيار لأسباب إقليمية، وأن يتم تجاوز الآثار الاقتصادية السيئة لإحراج الحريري وإخراجه بتحميله مسؤولية، نظرًا لارتباط مشروع النهوض الاقتصادي بوجوده، عبر تحميله مسؤولية أي تدهور يحصل، بدليل الحملة عليه وعلى السنيورة".

وتساءلت المصادر عما "إذا كان يجب على رئيس الحكومة أن يستبق أي محاولة من هذا النوع فيخرج هو بقرار منه بدلًا من قرار الآخرين، إذا صح أن هذه نيتهم؟"

والمصادر نفسها تخوفت من "أن يؤدي كل ذلك إلى ارتفاع تدريجي لمنسوب الشعور السني بالغبن والاستهداف، بحيث ينمو التطرف السني في البلد، فينعكس على العلاقة السنية - الشيعية، ويقود إلى حال من اللااستقرار، في ظل ما تشهده المنطقة من ظواهر، وحروب متمادية، خلافًا للاعتقاد بأن هذه الحروب، لا سيما في سوريا، إلى نهاية".