أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ ما حصل في ​نيوزيلندا​ مجزرة بكل ما للكلمة من معنى، مشيراً إلى أنّ من ارتكبها هو شخص "داعشي" مسيحي، ويُعتبَر من الوحوش الشريرة التي يجب قطع رأسها، ولكنه لم يكن مراقَباً من جانب الدولة في نيوزيلندا، معرباً عن خشيته بأن لا تكون هذه العملية الأولى من نوعها ولا الأخيرة.

وفي حديث إلى تلفزيون "المنار" ضمن برنامج "حديث الساعة" أداره الإعلامي ​عماد مرمل​، اعتبر أبو فاضل أنّ مؤتمر ​بروكسيل​ يهدف إلى بقاء النازحين حيث هم، موضحاً أنّ دعم ​اللاجئين​ هو لإبقائهم في البلدان المستضيفة لهم لا أكثر ولا أقلّ، مشدّداً على أنّ المطلوب ضرب ​سوريا​ الأسد وضرب لبنان وتغيير ديمغرافيته.

مؤتمر بروكسيل فشل ذريع للبنان والمنطقة

واستهجن أبو فاضل تغييب وزير الدولة لشؤون النازحين ​صالح الغريب​ عن مؤتمر بروكسيل المخصص لمناقشة وضع النازحين، معتبراً أنّ مؤتمر بروكسيل مؤتمر فشل ذريع للبنان و​الأردن​ وكل المنطقة، مشدّداً على أنّ هذا المؤتمر يثبّت مجتمعاً آخر على المجتمع المضيف.

وجدّد أبو فاضل القول إنّه يعارض أيّ مرسوم للتجنيس في لبنان، معرباً عن خشيته على التركيبة اللبنانية في ضوء كلّ هذه العوامل. وطالب ​مجلس شورى الدولة​ بالبتّ سريعاً بالمرسوم الأخير الذي أصدره ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ ورئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ ووزير الداخلية السابق ​نهاد المشنوق​، مذكّراً بحديث المدير العام للأمن العام ​اللواء عباس إبراهيم​ عن 80 اسماً بالحدّ الأدنى هناك علامات استفهام حول استحقاقها للجنسية.

الانتصار السوري لا يكتمل إلا بعودة النازحين

وانتقد أبو فاضل التدخلات اللبنانية في الشأن السوري، لافتاً في هذا السياق إلى مشاركة قوى لبنانية بالاعتداء على ​الدولة السورية​، إن كان من ​تيار المستقبل​ وما قام به النائب السابق ​عقاب صقر​ من توزيع مساعدات والمشاركة في الثورة، وما قاله الرئيس الحريري شخصياً عن أنه وضع ثروته على ما سمّاها الثورة في سوريا، بالإضافة إلى حديث كل من رئيس حزب ​القوات اللبنانية​ ​سمير جعجع​ ورئيس الحزب التقدمي ​وليد جنبلاط​ وتدخلهما المتكرر في الشأن السوري.

واعتبر أبو فاضل أنّ كلّ هؤلاء يساهمون في بقاء النازحين في لبنان لاستخدامهم يوماً ما ضد ​حزب الله​ والمسيحيين والرئيس السوري ​بشار الأسد​ خصوصاً أن ​الانتخابات​ في سوريا قادمة والحل هو بعودة النازحين بأيّ طريقة، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ الانتصار السوري الذي تحقق لا يكتمل إلا بعودة النازحين، رافضاً ما يؤلّفه البعض عن أنّ ​النظام السوري​ لا يريد ضمناً عودة النازحين.

إما يعود النازحون إلى سوريا أو تسقط الحكومة

واستغرب أبو فاضل حديث بعض السياسيين عن تطبيع مع النظام السوري، مشدّداً على أنّه لا يوجد تطبيع مع سوريا، في ضوء ​العلاقات اللبنانية السورية​، مجدّداً القول إنّ المفوضية "السفلى" (العليا) لشؤون اللاجئين تدفع من أجل إبقاء النازحين في لبنان، واضعاً ذلك في خانة استعمال اللاجئين لغايات سياسية.

وتحدّث أبو فاضل عن قرار مصيري استراتيجي بعودة ​اللاجئين السوريين​ إلى بلادهم، مشدّداً على أنّ القرار اتُخِذ بعودة النازحين إلى سوريا أو إسقاط الحكومة الحالية، متّهماً فريق "​14 آذار​" بأنّه خرب البلد وأخطأ بحق ​الشعب اللبناني​ وضلّله، مذكّراً بقول الرئيس السوري بشار الأسد بكلّ جرأة إنّ سوريا ارتكبت أخطاء في لبنان، معتبراً أنّ النقمة على سوريا هي نقمة غربية بالدرجة الأولى لإسقاط سوريا وإسقاط محور ​المقاومة​ ككلّ.

التغيير الديمغرافي في سوريا غير ممكن

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أن النائب السابق عقاب صقر تدخل في الشؤون السورية "بتكليف شرعي من ​السعودية​ وقطر"، مشيراً إلى أنّ ​النازحين السوريين​ لم يذهبوا إلى ​العراق​ على الحدود، لأنّ العراق لم يتدخل في الفتنة ضدّ سوريا، كما تدخّل لبنان و​تركيا​ مثلاً.

وشدّد أبو فاضل على أنّ سوريا هي لمن يدافع عنها، رافضاً حديث البعض عن تغيير ديمغرافي يسعى إليه الرئيس السوري بشار الأسد، موضحاً أنّه لا يمكن أن يحصل تغيير ديمغرافي في سوريا إذ إنه لا يمكن أن يأتي الأسد بعشرة ملايين شيعي إلى سوريا.

وانتقد أبو فاضل ​وزارة الشؤون الاجتماعية​ في لبنان، معتبراً أنّها يجب أن تُمحى من الوجود، متسائلاً لماذا نقف كلبنانيين على خاطر "العربان" والغرب و​إسرائيل​ في موضوع النازحين، مشدّداً على وجوب عدم المسّ بالأقليات في لبنان بأيّ شكلٍ من الأشكال.

كل من يشارك في تظاهرة "​جنسيتي كرامتي​" مارق بدينه

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ حلفاء سوريا يعملون بشكل جدي لإعادة النازحين، لافتاً إلى الجهود التي يبذلها في هذا السياق كلّ من ​التيار الوطني الحر​ وحزب الله من خلال النائب السابق ​نوار الساحلي​، إضافة إلى الدور الذي تلعبه على هذا الصعيد ​المديرية العامة للأمن العام​ عبر اللواء عباس إبراهيم لتنسيق العودة الطوعية للاجئين.

وجدّد أبو فاضل رفضه إعطاء الأم اللبنانية المتزوجة من أجنبي الجنسية لأبنائها، مشدّداً على أنّ كل نائب مسيحي خصوصاً يشارك في تظاهرة "جنسيتي كرامتي" هو مارق بدينه، معتبراً أنّ هذه التظاهرة هي ضدّ المسيحيين بالدرجة الأولى. وشدّد على أنّ ​المرأة​ تحصل على حقوقها في لبنان، ولكن يجب أن تتبع خانة زوجها، وليس العكس، متسائلاً عن سبب صمت بعض القوى المسيحيين عن هذا الأمر، ولا سيما القوات اللبنانية.

"14 آذار" تمارس "​الإرهاب​ الفكري" ضد النازحين

وشدّد أبو فاضل على "أننا بعد اليوم أصبحنا شركاء في هذا البلد، ويجب أن يعود النازحون إلى بلادهم، ويتوقف الهدر والفساد"، لافتاً إلى أن "قوى 14 آذار مجموعة من العملاء يتم شراؤهم وبيعهم"، مشدداً على أنه "أمام الفساد لا يوجد خط أحمر والحريرية السياسية تسببت بنهب البلد".

وأكد أبو فاضل أنه مسؤول على المستوى الشخصي عن كلامه، مجدّداً القول إنّه "متعصّب من أجل لبنان"، ورأى أنّ ما تقوم به قوى "14 آذار" في لبنان هو "إرهاب فكري" ضد النازحين السوريين لمنعهم من العودة، وبهدف استثمارهم في الصراع السياسي في لبنان.

تغييب الغريب عن مؤتمر بروكسيل فساد سياسي

ورداً على سؤال، شدّد أبو فاضل على أنّ فريق "14 آذار" يريد بقاء النازحين السوريين في لبنان، معتبراً أنّ تغييب الوزير صالح الغريب عن مؤتمر بروكسيل الخاص بالنازحين يندرج ضمن الفساد، وقال: "أنا أثق بالرئيس الحريري، لكن أخشى أن يكون قد تغيّر بعد لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان".

ووصف أبو فاضل تغييب الوزير صالح الغريب عن مؤتمر بروكسيل بأنّه "فساد سياسي"، مشدّداً على أنّ الوزير الغريب هو الوزير المعنيّ بملفّ النازحين، متسائلاً عمّا إذا كان سيُطلَب منه الذهاب إلى انتخاب ملكة جمال لبنان مثلاً، مشدّداً على أنّ هذا الأمر "فضيحة" بكل ما للكلمة من معنى.

لتبرز يعقوبيان مستنداً واحداً لإثبات مصداقيتها

وفي سياق آخر، لفت أبو فاضل إلى أنّ النائب ​بولا يعقوبيان​ تتهم وزير الخارجية ​جبران باسيل​ بحصوله على ثمانية بالمئة من صفقة ​الكهرباء​، قائلاً: "أنا أتحداها أن تبرز مستنداً أو ورقة لإظهار مصداقيتها". واعتبر أنّ موضوع الاتهامات في البلد لم يعد يحتمل، داعياً إلى اللجوء إلى ​القضاء​ لحسم كل هذه النزاعات والخلافات.

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّه ضد محاكمة الرئيس ​فؤاد السنيورة​ عبثاً، ولكنّه لفت إلى وجود إشكالية عالقة في ملف الـ 11 مليار، وهو من الملفات الأساسية والأولى التي يجب أن تُفتَح في موضوع ​مكافحة الفساد​. وأشار إلى أنّه شخصياً ضدّ استهداف بيت الحريري، وضدّ استهداف الحريرية السياسية، ولكنّه لفت إلى أنّه خلال ​حرب تموز​، تم استقدام الكثير من الأموال من دون قطع الحساب.