اعتبر عميد ​كلية الاعلام​ الدكتور ​جورج صدقة​ أنّ الاعلام في لبنان يعاني أزمة مصيريّة مرتبطة بـ3 نواحي، التمويل والحريّة والقوانين، لافتا الى انه وفي ما يتعلق بالناحية الأولى، فان ​وسائل الاعلام​ دون استثناء تعاني من عجز مالي ولا قدرة لها على الاستمرارية دون اللجوء الى مساعدات من أطراف معيّنة، وبالتالي فإنّ البحث عن دعم مالي خارجي سيجعل هذه الوسائل رهينة التبعيّة، وهذا خطر حقيقي يهدّد وسائل الاعلام.

وأشار صدقة في حديث لـ"النشرة" الى أنّه وبما يتعلّق بموضوع الحريّات فانّ النظام السياسي اللبناني هو نظام ديمقراطي يؤمّن بالحريّة التامّة للاعلام، وهو ما ميّزنا دومًا منذ قيام دولة لبنان، لكنّنا للأسف بتنا نشعر اليوم أنّ الحريّات باتت مقيّدة سواء من خلال ملاحقة الاعلاميين قضائيا وجو الخوف الذي يتم تعميمه، او من خلال واقع ​المؤسسات الاعلامية​ التي لها ارتباطات تهدّد حريّة العمل الصحافي. وقال:"عندما يتمّ تقييد الحريّات ينتفي دور الاعلام ويصبح شبيها باعلام الأنظمة السلطويّة في الدول المجاورة حيث الصحافي موجّه يكتب ما يُملى عليه".

قانونيًّا، اعتبر صدقة أن من واجبات القوانين أن تحمي الاعلام والاعلاميين كما ان تحمي الجمهور من بعض التجاوزات الاعلاميّة، لكن للأسف هذه القوانين تجاوزها الزمن وهي غير مؤهّلة اليوم لتواكب التطوّر الحاصل، فهي تقيّد حريّة انشاء صحف مطبوعة وتشترط حيازة رخص بمئات آلاف الدولارات. وأضاف:"كذلك فانّ قانون المرئي والمسموع قانون محاصصة تخطّاه الزمن ويسيء لدور الاعلام اللبناني، أضف أنّ ​قانون الاعلام​ الرقمي غير موجود كما أنّ العاملين في هذا المجال لا يحاكمون على أساس ​قانون المطبوعات​".

وشدّد صدقة على وجوب قيام ورشة قانونيّة كبيرة تتولاها لجنة من الخبراء، تنتهي الى اقرار مجموعة من القوانين تحمي الحريّات وتواكب التطوّر وحاجات لبنان، منبّها من أنّ الملاحقات التي تتمّ بحق اعلاميين تضرب قيمة الحريّة كونها إحدى ركائز النظام السياسي الديمقراطي اللبناني. وقال:"قيمة الانسان بحريّته، وقيمة ​النظام اللبناني​ باحترام الحريّات، ونحن اليوم مهدّدون بخسارة كل هذه القيم".

وردّا على سؤال، أشار صدقة الى انّ كل تعبير عام هو نوع من الاعلام، وبالتالي كل شيء علني يصبح نوعا من الاعلام العلنيّ الذي تنطبق عليه قواعد الاعلام. ولفت الى أنّ مواقع التواصل الاجتماعي باتت مفتوحة بشكل كبير جدا وبعض الناشطين عليها يتجاوزون القيم والاخلاقيّات، ما يستدعي قوانين تنظمها.

وعن وضع الجامعة اللبنانيّة وكليّة الاعلام، أكّد صدقة أنّ الجامعة بحالة تطوير دائم للمناهج منذ سنوات، وقد طوّرنا مناهج الاجازة من خلال إدخال ما استجدّ من تقنيّات رقميّة، كما بات لدينا ماستير بالاعلام الرقمي. وأضاف:"من واجبات الجامعة أن تواكب التقدّم والا انتفى دورها".

وختم بالقول "نحن نؤهّل طلابنا ونعطيهم الخبرات والثقافة الضروريّة ليواكبوا التطور العلمي وسوق العمل، كي يبقوا خريجينا من أفضل خريجي الاعلام في لبنان و​العالم العربي​".