لم يعد في وارد أحد التشكيك في ان المعضلة الأكبر التي تقض مضاجع اللبنانيين هي "المشكل" المستجد بين رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ والوزير الأقوى في العهد ​جبران باسيل​. ويبدو ان هذه المواجهة باتت بحاجة الى "فك اشتباك" خصوصًا ان الوضع اللبناني، بكل تعقيداته واشكالياته بات يحتاج إلى اتصال شبه يومي بين الثنائي الذي معه تسير الأمور، ومن دونه تتعرقل كل الأمور.

تيار المستقبل غمز من قناة رئيس ​التيار الوطني الحر​ وزير الخارجية جبران باسيل فقال عبر وسائل إعلامه: "مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة والمطلوب واحد".

المطلوب الإبتعاد عن الشعارات الفارغة والإنخراط في ورشة العمل. المطلوب الإبتعاد عن السقوف العالية والذهاب نحو الإنتاجية. المطلوب مكافحة الفساد بالأفعال وليس بالأقوال عبر السماح بتطبيق القوانين وعدم التدخل في شؤون القضاء.

هذا الرد جاء بعد كلام باسيل في مؤتمر للتيار شكَّل ما يمكن اعتباره "خارطة طريق" سواء للتيار أو للحكومة.

على وقع التوتر، لم يُحدد بعد موعد انعقاد جلسة ​مجلس الوزراء​ لهذا الاسبوع، خصوصًا ان جدول أعمال الجلسة لم يوزَّع بعد، هذا التأخير من شأنه ان ينعكس سلبًا على مسألة الإعداد للموازنة العامة للعام 2019، ومن الجدير ذكره ان الموفد الفرنسي المكلف متابعة مقررات "سيدر" ​بيار دوكان​، كان المح إلى وجوب ان تٌنجز ​الموازنة​ في نهاية هذا الشهر، لكن يتبقى من هذا الشهر عشرة أيام، وهذه الفترة القصيرة جدًا يصعب ان تُنجَز الموازنة في خلالها. كما كان أملَ في أن تنجز موازنة العام 2020 قبل آخر هذه ​السنة​، فكيف يمكن ذلك في وقت لم تنجَز بعد موازنة هذه السنة؟

وفي سياق الحديث عن الموازنة، فإن بعض الأرقام فيها يدعو إلى الذهول لجهة الصرفيات التي بالإمكان الاستغناء عنها، وهي ترِد في أبواب متنوعة مثل أعياد ومناسبات وتمثيل وعلاقات عامة وزهور وشتول، ومعارض ومهرجانات، أعياد وبنود تحت أبواب "مساهمات". هذه البنود تصل أكلافها إلى ما يقارب ألف مليار ليرة. ولكن بالتأكيد فإنها ستخضع لمبضع وزير المال ​علي حسن خليل​ لأنها مليارات غير مبررة على الإطلاق، وبالإمكان شطبها بسهولة.

في مطلق الأحوال، هل تأتي التهدئة هذا الاسبوع بفضل "هدنة بامبيو" ولاحقًا بفضل "هدنة ​موسكو​"؟

رئيس الديبلوماسية الأميركية، الواصل هذا الأسبوع، قد يحتّم ان يكون المسؤولون ​اللبنانيون​ في "وضع التهدئة والانضباط"، كما ان زيارة رئيس الجمهورية الى موسكو، الاسبوع المقبل، تستدعي تهدئة في الداخل.

ولكن ماذا بعد بامبيو وموسكو؟ وحتى ماذا بعد القمة العربية في تونس؟

الملفات لن تتغير والاستحقاقات لن تتراجع، ولا خيار أمام الجميع سوى خيار التفاهم. جميعهم جرَّبوا المواجهات، فماذا كانت النتيجة؟