ركّز رئيس "جامعة القديس يوسف (اليسوعية)" الأب ​سليم دكاش​ على أنّ "​لبنان​ هو محطة مفتوحة، وهناك أفرقاء سياسيين لديهم علاقات مع مختلف القوى الإقليمية الأساسية. وهذا الأمر مهمّ من ناحية بناء العلاقات الّتي يمكن من خلال الحكمة الاستفادة منها"، لافتًا إلى أنّ "على الرغم من الأزمة السياسية في السنوات الماضية، وما لعبته هذه القوى من دور في العرقلة، ولكنّها أيضًا لعبت دورًا في الخروج من الأزمة".

وأوضح في حديث تلفزيوني، "أنّني سمعت أنّ وزير ​الخارجية الأميركية​ ​مايك بومبيو​ كان لديه موقفًا جذريًّا من "​حزب الله​" وسياسته وموقعه تجاه ​إيران​. لكن هناك واقع مُعترف به من كلّ القوى أنّ "حزب الله" هو فريق سياسي لبناني ويدخل في حلقة الحوار الداخلي، للخروج من الخطر الّذي ممكن أن نواجهه".

وأكّد الأب دكاش أنّ "الخطر الاقتصادي الداخلي الّذي يمسّ بالمواطنين يجب أن يوحّدنا"، مشدّدًا بموضوع عودة ​النازحين السوريين​ إلى بلدهم على أنّ "الحال النموذجية المُثلى هي أن يعود النازحون بشكل آمن إلى بلدهم، ويكون هناك ضمانات في ​سوريا​ لمنع أي تهديد قد يواجههم، منها الضمانات الروسية"، منوّهًا إلى أنّ "المقترحات الروسية بدأت بزخم من ثمّ خمدت. لكن في النهاية يجب النظر إلى هذه الحالة كحالة إنسانية". وأعلن أنّ "في الواقع، إن بقاءهم في لبنان هو ضربة كبيرة للاقتصاد اللبناني".

ورأى من جهة ثانية، أنّ "لا بدّ لأهل الوطن أن يحتضنوا عيد البشارة ويكون له القيمة التّي يستحقّها"، مشيرًا إلى أنّ "مريم العذراء هي إنسانة متواضعة، والمتواضعة يَقبلها الجميع، بخاصّة أنّها حملت كلمة الله يسوع المسيح، وأعطته للعالم". وبيّن أنّ "جذور التطرف لا تزال موجودة، ولا تتمّ معالجتها كما يجب".

ووجد أنّ "وثيقة الأخوة الإنسانية الّتي صدرت عقب لقاء البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب في أبو ظبي فتحت الباب كي نعمل مع بضعنا البعض، وشدّدت على أهمية المحبة واحترام الآخر والقيم الأسياسية الّتي يجب أن نعيش على أساسها". ولفت إلى أنّ "كلّ وثيقة أو كتاب يُنشر، عليه أن يصبّ في مصلحة تعزيز هذه الأخوة". كما ركّز على أنّ "اللقاء بحدّ ذاته جميل وحدث تاريخي للبشرية، وكنّا نحبّ أن يتمّ على أرض لبنان، ولكنّنا نفرح أيضًا أنّه حصل على أرض أبو ظبي الشقيقة، ولبنان يكون بذلك قد صدّر هذا النموذج إلى دول العالم".

وأفاد دكاش بأنّ "اليوم هناك خطرًا، ولا يجب أن يستهان به. بعض الشباب متعلّقين بالتطرف، بسبب التعلّق بالهوية، وهذا يستدعي عملًا تربويًّا وثقافيًّا، يتمّ في المؤسسات التعليمية والحلقات الدينية". كما وجد أنّ "الإعلام انتقل من المُحترفين إلى الهواة. المحترف عامةً يحترم قلمه ويحاول ضبطه، أمّا الهاوي على مواقع التواصل الإجتماعي، فلديه النزعة والعاطفة الخاصة به الّتي تحرّكه، إمّا لشتم غيره وإلغائه، أو للتسلّط عليه".

وذكر أنّ "شبكات التواصل الإجتماعي هي مساحة للحرية والتعبير الحر، والأديان يجب أن تعرف ذلك. لا بدّ أن نسمع رأي الناس، قبل إدانته، ولا بدّ أن يكون لدى المؤسسات الدينية توجيه عبر مواقع التواصل".