اشار رئيس الحكومة الأسبق ​فؤاد السنيورة​ إلى مدى أهمية الحرص على سلامة ​البيئة​ في لبنان بكون سلامة بيئته تشكل أحد أهم ميزاته التفاضلية وإحدى الأسس التي يقوم عليها اقتصاده، معتبرا ان "اهتمامنا بمياه ​البحر المتوسط​ التي نتشارك فيها مع دول تعيش مثلنا حول هذا الحوض المائي ضروري وأمر يوجب علينا أن نحرص عليه جميعاً، وسلام بيئته تشكل بالنسبة لنا مسألة حياة، ولاسيما في ضوء التزايد المقلق في مستويات ​التلوث​ الذي يغزو شواطئنا".

وفي كلمة له خلال تمثيله رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ في المؤتمر الدولي لمناسبة مرور عشر سنوات على تدشين وإطلاق مشاريع البحوث البحرية-المركب العلمي "قانا" والذي ينظمه المجلس الوطني للبحوث العلمية في ​السراي الحكومي​ لفت السنيورة الى انه "قبل سنواتٍ عشر، وفي الثالث من شهر نيسان من العام 2009، وفي ​قاعدة بيروت البحرية​، تحدثت في الاحتفال الذي أقيم من أجل إطلاق العمل في المركب العلمي "قانا" المخصص للأبحاث العلمية. ولقد كان أملي آنذاك وكما تحقق بالفعل أن يصبح هذا الحدث وسيلة لإقدار لبنان على أن يقدم نموذجاً ناجحاً عن ما يمكن له أن يحققه من تقدم هام في مجال البحث العلمي وخاصة في مجال المراقبة البيئية لشواطئه ومياهه الإقليمية ورصد مؤشرات التنمية المستدامة على طول ​الشاطئ اللبناني​ وبما يهدف في المحصلة إلى تلبية حاجات مجتمعاته الساحلية".

واضاف السنيورة:"أن يصبح لدى لبنان وسائلة التي تساعده في مجال الأبحاث والحماية البيئية لرصد التغيرات البيئية والتحولات المناخية واستكشاف قاع البحر في المناطق البحرية المتاخمة لحدوده البرية، وما يحمله هذا التطور العلمي من أهمية للكشف التفصيلي وإجراء الدراسات والبحوث على ما يحتويه الشاطئ اللبناني من إمكانات وثروات متعددة، وكذلك بما يمكن لبنان من تحديد أماكن وجود بعض ​الآثار​ المطمورة في البحر، والتي قد تعود إلى حقبات التاريخ القديم والحديث (الفينيقي واليوناني والروماني) لهو تطوّر إيجابي وواعد وأمر بالغ الأهمية. وما يزيد من أهمية هذه المكاسب العلمية والعملية، أنّ ذلك أيضاً يمثل الوسيلة الصحيحة لإعداد وتأهيل الموارد البشرية اللبنانية وتدريبها للعمل بفعالية في بحوث البيئة البحرية".

واوضح ان "إطلاق "برنامج البحوث قانا" المستند إلى دعم كريم ومقدر من الحكومة الإيطالية، شكّل اختراقاً علمياً مميزاً في البحوث البحرية ومنهجيتها وآفاقها التي قام بها لبنان خلال السنوات العشر الماضية. ولقد تحوّل هذا البرنامج والفريق المختص الذي يواكب مشاريعه إلى مرجعية وطنية وإقليمية في بحوث البيئة البحرية والثروة السمكية، وصولاً إلى البحث عن موارد استراتيجية أخرى قد تختزنها مياهنا الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان. فخلال عشرة أعوام، تمحور برنامج عمل المركب العلمي حول عدد من المشاريع البحثية والدراسات الهامة التي تتسم بطابع الأولوية والتي أنجزت بأياد لبنانية كفؤة"، معتبرا ان "الباخرة العلمية قانا التي أتاحتها هذه الهبة الإيطالية القيّمة شكلن فرصة لتحقيق إنجازات استندت إلى رؤية واضحة اعتمدها المجلس الوطني للبحوث العلمية. ولقد تسنّى لي عملياً الاطلاع على بعض ما قام به هذا المجلس وما طبع مسيرته في العقدين الأخيرين، وكذلك في برامجه ومراكزه البحثية وشبكات التعاون الإقليمية والدولية التي نسجها خلال السنوات العشر الماضية".

بدوره، اشار السفير الايطالي في لبنان ماسيمو ماروتي الى ان" التعاون الايطالي في لبنان ينفذ مبادرات من شأنها أن تسرّع اكتساب القدرات المفيدة لتعزيز التنمية المستدامة. يساعد مركب قانا على حماية البيئة في لبنان. يمكن أن يحقق تحسين معرفة النظم الإيكولوجية البحرية الساحلية اللازمة لتعزيز الإدارة الساحلية المناسبة، فؤائد اقتصادية واجتماعية هامة للمجتمعات والمدن، بما في ذلك خلق فرص عمل".

ولفت ممثل رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان خوسيه لويس فينويزا الى أن الاتحاد الأوروبي وايطاليا يفتخران بدعم هذا المشروع خصوصا "أننا نتشارك البحر نفسه، الذي يشكّل أرضية تبادل بين الثقافات والشعوب والحضارات". ولحظ فينويزا أهمية المركب في جمع البيانات الاساسية وتحليلها، وفي تحديد مخاطر التلوث والميول السلبية التي تؤثر على البيئة،و في تطوير سبل مواجهة التلوث و تحسين ادارة الموارد الساحلية في لبنان.