أكد المبعوث الاميركي توم براك، في تصريح له بعد لقائه رئيس الحكومة نواف سلام، أن "السبب لعودتي هو الاهتمام الكبير للرئيس دونالد ترامب للتأكد من تأمين الاستقرار الإقليمي، وأنتم في وسط هذه العملية، وكما قلنا في وقت سابق، إن لبنان مفتاح لهذه التجربة التي بدأت منذ وقت طويل مع الهجرة لأقليات دينية وأطراف سياسية، وقد نجحوا فيها حول العالم، والفكرة هي استعادة هذا النجاح".

وأضاف: "ليس لدينا أجوبة على كل الأسئلة التي لديكم وسأمضي هذا اليوم هنا. نحن نعود وسط عدم الاستقرار الموجود حول سوريا الذي حصل في الأسبوع الماضي، والأعمال الفظيعة التي حدثت، ولكن يجب أن نؤكد على ضرورة التركيز وإعادة الاستقرار إلى لبنان والأمل في المنطقة، وسنستمر على هذه الطريق".

وتابع: "سنتابع اجتماعاتنا مع القادة اللبنانيين خلال هذا النهار الذين يقدمون الكثير من المساعدة للوصول إلى الظروف والحلول التي ستحل هذا الوضع، ليس فقط للبنان بل لكل ما يحصل في نفس الوقت، ونحن نأتي بالأمل مع الإصلاحات الاقتصادية والازدهار، وهذا ما سنعمل عليه".

وردا على سؤال حول ما ستقوم به الحكومة اللبنانية إزاء "​حزب الله​"، وما الذي طُلب من الحكومة ومن إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار، أجاب "المسألة أن هناك اتفاقية لوقف الأعمال العدائية قد دخلت حيز التنفيذ لكنها لم تنجح، وهناك أسباب لعدم نجاحها، وهذا جزء مما نحاول جميعا أن نحله. إن اتفاقية نزع سلاح الحزب هي مسألة داخلية للغاية. تذكروا أن "حزب الله" بالنسبة لأميركا منظمة إرهابية أجنبية، وليس لدينا أي علاقة بذلك، ونحن لا نبحث مع حزب الله، نحن نبحث مع الحكومة اللبنانية كيفية المساعدة".

وأضاف: "إذا ما سيحصل لأميركا سيكون مخيبا للآمال، ليست هناك عواقب بل خيبة أمل، نحن نحاول أن نساعد ونؤثر ونرشد ونجمع الأفرقاء، أي فقط نوع من التأثير للعودة إلى النموذج الذي تريدون أن ترونه جميعا، أي الازدهار والسلام لأولادكم في المنطقة. ليست هناك عواقب، نحن هنا بشكل طوعي للمحاولة لمساعدتكم للوصول إلى الحل".

وقال براك: "لا أعرف الضمانات التي سُئلت عنها، ولكننا لا نستطيع أن نرغم إسرائيل على القيام بأي شيء. أميركا ليست هنا لكي نرغم إسرائيل على القيام بأي شيء، نحن هنا لنستعمل تأثيرنا ونفوذنا للوصول إلى نهاية، وكما قلنا نحن هنا للمساعدة للوصول إلى نهاية. والمسألة تعود لكم، أي للحكومة وللجميع، عندما تكونوا قد سأمتم من هذه المناكفات والمنافسات، حيث يصل الجميع إلى خلاصة لضرورة فهم أكبر وسلام مع الجيران لكي تكون الحياة أفضل. لسنا هنا لنضع أي مصالح على الأرض، نحن لن نقوم بذلك".

وردا على سؤال حول العقوبات بحق المسؤولين اللبنانيين، أجاب: "هذا بالتأكيد خارج إطار أي شيء نقوم به. إن العقوبات بحق المسؤولين اللبنانيين هو موضوع معقد للغاية، وهو موجود ومتوتر، وليس قيد التفكير الآن. ما نحاول القيام به هو الإتيان بالسلام والاستقرار، وليس إضافة رماد أكثر على النار".

وحول ما إذا كان تسلم ردودا من الرئيس جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري تتضمن ملاحظات من حزب الله، قال: "لم أر أي ملاحظة من حزب الله على الأقل".

أما عن الوضع في سوريا ووضع الأقليات ولبنان، فقال براك: "انتاب الولايات المتحدة الأميركية إزاء كل الأحداث في سوريا قلق كبير وألم وحزن وتعاطف ومساعدة، والإقرار بأن الأطراف الجدد التي تحاول أن تدير البلد كم هو مهم لها الاستيعاب والحوار مع الأقليات والتنسيق مع الجيران، التي هي إسرائيل، ودفع كل هذه القطعسوياً".

وأضاف: "يجب أن نتذكر بأنه كانت هناك 15 عاماً من الأعمال الفظيعة التي حصلت قبل وصول الحكومة الحالية في سوريا. أما الوضع فهو مختلف في لبنان، حيث هناك حكومة موجودة تعمل مع الأقليات ومع الجيش اللبناني، وهناك جيش مستقر ويفهمه الشعب. أما في سوريا، فهناك حكومة جديدة وأقليات وقبائل عاشت معظم طفولتها في الفوضى وغياب الحكومة، وما يحصل هو بسبب مواجهات قبلية وفردية وعائلية، إذا ما يحصل فظيع بالتأكيد، ولا يمكن أن نفكر بما يحصل، ويجب إيجاد حل سريع له. ولكن هناك حكومة سورية يجب أن تتحمل المسؤولية، وجزء من المسؤولية كان لربما عدم نجاح التواصل بين كل هذه المكونات".