اشار السفير الفرنسي برونو فوشيه الى ان " ​لبنان​ يقع جغرافيا في قلب المنطقة العربية، لذا فهو نقطة إرتكاز أساسية حيال الأحداث التي تشهدها المنطقة وبناء عليه تركت الأزمة السورية منذ نشوبها في العام 2011 أثرا سلبيا على لبنان على الصعيدين الإقتصادي والتجاري، فضلا عن نزوح ​اللاجئين السوريين​ إلى لبنان والذين شكلوا ضغطا هائلا على بناه التحتية".

وفي كلمة له خلال الغداء الذي نظمه مجلس إدارة تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في ​العالم​ أشاد السفير الفرنسي بالعلاقات التاريخية بين لبنان و​فرنسا​، التي تجمعها أواصر اللغة الفرنكوفونية والعلاقات الإقتصادية، السياحية والأكاديمية، مؤكدا "أهمية مقررات مؤتمر "سيدر" الذي إنعقد في العاصمة الفرنسية باريس في مطلع نيسان العام 2018"، معتبرا ان "تنفيذ مقررات "سيدر" يقع على عاتق ​الحكومة اللبنانية​ وإجراءاتها التي ينبغي أن تتخذها حيال مكافحة الفساد والحوكمة في ​القطاع العام​، إضافة إلى الإصلاحات الإقتصادية الضرورية. إنه شأن لبناني داخلي صرف حيال إتخاذ هذه الإجراءات الإقتصادية الضرورية من قبل هذه الحكومة. أما من جهة فرنسا فهي قدمت المساعدة من خلال تنظيم مؤتمر "سيدر" في باريس، وما نجم عنه من قروض وهبات للقطاعات الإقتصادية اللبنانية، والتي تبلغ بنحو 12 مليار ​دولار​".

وشدد فوشيه على "أن مجموعة الدعم الدولية أعطت أيضا إجابة ملموسة على الأسئلة الملحة التي يطرحها لبنان منذ عام 2012، وهي: مسألة الدولة القوية (مؤتمر روما)، المسألة السورية ومشكلة اللاجئين السوريين (مؤتمر ​بروكسل​) ومسألة الركود الإقتصادي (مؤتمر الإستثمار المسمى مؤتمر سيدر) و لبنان بحاجة إلى طمأنة المستثمرين لإدارة حساباته العامة بصرامة، وان مجتمع الأعمال يتوقع إصلاحات هيكلية كبيرة لزيادة الشفافية الإقتصادية والكفاءة".

من جهته اشار رئيس مجلس إدارة تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم ​فؤاد زمكحل​ إلى "أهمية العلاقات التاريخية بين لبنان وفرنسا"، مشيرا الى انه "من المهم إقامة شراكات متميزة مع ​رجال الأعمال​ الفرنسيين، ولا سيما مع مجتمع المغتربين اللبنانيين الذي أنشئ في فرنسا منذ أجيال، وخلق معهم تآزرا إنتاجيا للتمكن من تطبيق إستراتيجيات التنمية ​الجديدة​. وفي هذا السياق يجب أن نتبادل معرفتنا وخبراتنا ومنتجاتنا وخدماتنا، بحيث يمكن لكل واحد منا أن ينوع أنشطته بشكل مستقل أو مترابط أو مشترك، من خلال نظام تحالف إستراتيجي على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل".

أصدقاؤنا الصادقون وشركاؤنا الحقيقيون: "الأصدقاء الحقيقيون هم الذين يقدمون دون حساب، ومن دون توقع الحصول على أي شيء في المقابل".

وأضاف: "لقد كانت فرنسا دائما معنا، في لحظات الفرح والألم، في لحظات الحرب والسلام، في لحظات النمو والتوسع، ولكن أيضا أيام الركود والأزمات. هذه الحليفة لم تطلب أبدا، ولم تسع مطلقا وراء "العائد على الإستثمار"، ولم تطلب منا شيئا جراء كرمها وصداقاتها المخلصة. ونحن نعتز جدا بهذه الحليفة المخلصة، كما وأننا متعلقون بعلاقة الأخوة المثالية، وبهذه الشراكة المنتجة والكفوءة، وسوف نبذل كل ما هو ممكن للحفاظ عليها، ولتطويرها رغم الصعاب من خلال الأجيال المقبلة".