أكد مقربون من رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، لصحيفة "الأخبار" أن ما نشرته صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية عن ​عقوبات​ أميركية على ​حركة أمل​ وبري، هي "حملة تهويل ليس إلا"، وأشاروا الى أن "دبلوماسيين أميركيين نقلوا رسائل بأن الجو الذي خرج ليس جدياً". وقد رجح هؤلاء بأن يكون توقيت نشر هذه المعلومات "مرتبطاً بزيارة بري الأخيرة للعراق، حيث أجرى جولة على مرجعيات سياسية ودينية حققت نجاحاً كبيراً"، معتبرة أيضاً أنه "ليسَ من باب الصدفة أن تكون الجهة التي نشرت المعلومات هي إماراتية، بالتزامن مع وجود بري في قطر".

وفي هذا السياق، اعتبرت مصادر سياسية عبر الصحيفة أنه إذا صحّت المعلومات فهذا يعني أن "​واشنطن​ بدأت في رسم معادلة مضادة للموقف ال​لبنان​ي الرسمي تجاه العقوبات و​حزب الله​"، لافتة الى أن "​الولايات المتحدة​ تريد أن تقول: بما أن الأحزاب الأساسية اختارت أن تقف إلى جانب الحزب وتدافع عنه، فإن مصيرها لن يكون أفضل من مصيره، وتحاصر الجميع بين خيارين: إما التخلي عن الحزب أو وضع الداعمين له في منزلة واحدة معه".

وكشفت معلومات لـ"الأخبار" أن أكثر من موفد أميركي زار لبنان خلال العام الماضي، عمدَ إلى إثارة الموضوع مع بري في اللقاءات. إذ "استفسر هؤلاء بلغة مموّهة عن رأيه بالعقوبات وتأثيرها على لبنان، وتحديداً على حركة أمل، وقد حملت في طياتها نوعاً من التهديد".

وتوقفت المصادر عند العبارات التي نقلتها الصحيفة، وهي تقال للمرة الأولى، إذ وصفت "بري بأنه رجل ​إيران​ في لبنان". لا يُخفى على أحد في الداخل والخارج أن "بري لم ينكر يوماً أنه يحمل مسؤولية ​الطائفة الشيعية​ وهو ممثلها الأول في الدولة"، وهو "من الأوائل الذين نسجوا علاقات قوية مع إيران من قبل حزب الله". لكن الخطير في مثل هذا القرار إذا صحّ وسلك مساره نحو التطبيق أنه لا يستهدف تياراً أو حزباً وحسب، بل يطاول بالدرجة الأولى شخصاً هو رئيس لمجلس النواب، وتربطه علاقات متينة مع معظم الجهات السياسية في البلد أصدقاء أو خصوماً. وأي تعامل معه خارج هذا السياق هو "دعسة ناقصة"، تعني إما "المغامرة بفريق شيعي استطاع الاحتفاظ بعلاقته بجهات داخلية وخارجية عربية وغربية وإبقاء التواصل مفتوحاً معها في عزّ الخلافات مع لبنان، وخاصة أنه ليس هناك أي فريق خارج حزب الله وحركة أمل في ​البيئة​ الشيعية يُمكن التعويل عليه في أي دور"، وإما "اتجاه أميركي لضرب المؤسسات والدولة يُمكن أن يبدأ من مجلس النواب ويصل الى ​بعبدا​".