أشار الوزير السابق ​عدنان منصور​ الى أن "المواجهة بين ​أميركا​ وايران لا تزال موجودة، منذ قيام ​الثورة الإسلامية​ عام 1979، بسبب خروج ​إيران​ من عباءة الهيمنة والتسلط، فهي وقفت في وجه السياسات الأميركية في المنطقة، وحدّدت هويتها في التعامُل مع الكيان الإسرائيلي ورفضه كلياً، ودعمت حركات ​المقاومة​ في المنطقة، والأنظمة الوطنية التي تتعارض مع السياسات الأجنبية".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "إيران واجهت العداء أيضاً ليس فقط من قِبَل ​واشنطن​، بل من قِبَل بعض الدول الإقليمية في المنطقة وهي انتقلت بالثورة من مرحلة العمالة الكاملة للولايات المتحدة من خلال تنسيق شاه إيران مع واشنطن، ومن أنها تشكّل البوّابة الجنوبية في وجه ​الإتحاد السوفياتي​، الى خطّ سياسي مختلف جذرياً، وهو ما دفع ​الولايات المتحدة​ الى محاربتها والعمل على إسقاط نظامها بأي شكل من الأشكال".

وألإاد بأن "الواقع أظهر أن ال​عقوبات​ على ​طهران​ بدأت آحادية الجانب منذ عام 1980، واستمرت الى أن تحوّلت الى عقوبات أممية ورغم كلّ ذلك، لم تتمكّن الولايات المتحدة من إنهاء النظام أو من ​القضاء​ على الثورة، حتى إن القوة العسكرية لطهران باتت تزداد وتقوى أكثر في المنطقة، الى أن أصبحت إيران دولة إقليمية كبيرة ولذلك يُعمَل على تطويقها بأي ثمن. وهذا ما يجعل أن كل الإجراءات الأخيرة التي اتُّخِذَت بحقّ "​الحرس الثوري الإيراني​" تصبّ كلّها ضمن أهداف إقتصادية وسياسية وعسكرية وأمنية واستراتيجية من أجل إجبار إيران على دخول "بيت الطاعة" الأميركي".

ورأى منصور أن "الإجراء الأميركي حول تصنيف "الحرس الثوري الإيراني" على أنه إرهابي، لا يقدّم أو يؤخّر شكلياً ولكنه قد يُتيح للولايات المتحدة في المستقبل أن تضرب قواعده في ​سوريا​ أو حتى في ​العراق​، تحت ستار الحرب على ​الإرهاب​. ولكن في المقابل، يُظهر الواقع أن الذراع الإيرانية طويلة أيضاً. ففي ​أفغانستان​ وحدها مثلاً، يُمكن لإيران أن تؤثر كثيراً على "​حركة طالبان​" وأن تحرّكها من جديد ضد الأميركيين وهو ما قد يؤدي في تلك الحالة الى نوع من عمليات عسكرية دون أن تُعلن عنها إيران رسمياً، فالقرار الأميركي المتهور في شأن الحرس الثوري قد تكون له ردات فعل "تحرتق" بالأميركيين".

وأضاف: "الشعب الإيراني يُدرك جيّداً ما يُحضَّر له. أما الضغط الأميركي على بعض الدول لكي لا تشارك في عمليات الإنقاذ بعد ​الفيضانات​ في إيران، فهو يُظهر عدم إنسانية واشنطن، والمدى الذي تذهب إليه في عقوباتها التي باتت ضدّ الشعب الإيراني وليس ضدّ النظام بحدّ ذاته فقط، في وقت أن الكوارث الطبيعية تستوجب أن يتمّ التعاطي مع نتائجها إنسانياً ودون أي بحث عن أثمان سياسية".