لفت رئيس الحكومة الأسبق ​فؤاد السنيورة​ الى أن "فصولاً من تولّي رئيس الحكومة الراحل ​رفيق الحريري​ ​رئاسة الحكومة​، تصلح لأن تُستعاد اليوم"، مشددا على "ضرورة الاصلاح الذي كان يفترض ان يتم قبل زمن طويل، ولكنه وبسبب التقاعس والمماطلة عن القيام به في ذلك الوقت باتَ للأسف إصلاحاً إجبارياً، ما يعني انه بات أكثر كلفة وأكثر إيلاماً، اذ هناك فارق كبير بين وقف الهدر في وضع شبه سليم، ووقفه تحت وقع أزمة كبيرة تطل برأسها".

واستذكر السنيورة، في حديث لصحيفة "الجمهورية" رفيق الحريري ومؤتمرات ​باريس​ لدعم ​لبنان​، ليصل الى "سيدر"، واصفا اياه كالآتي: "​المجتمع الدولي​ قرر مساعدة لبنان"، ملمّحاً الى انّ "مساعدات مؤتمر "سيدر" وكأنها موجودة في الطبقة العشرين من مبنى كبير، لا يوجد فيه مصعد".

وأكد أنه "يتوجب على لبنان ان يصعد الدرج، فإذا تبيّن أن لديه ارتفاعاً في الضغط يجب أن يعالج هذا الارتفاع، واذا تبين في الطابق الرابع انه مصاب بداء المفاصل، فيجب ان يعالج الامر، وهكذا دواليك، ليصل الى الطبقة العشرين. وقد قام بواجبه في تنفيذ الإصلاحات التي تأخر تنفيذها وطال الامر على الالتزام بها، كل ذلك من اجل التأكيد أنّ المساعدة ستُمنَح لجسم سليم، فلا تذهب سدى".

ورأى "أننا الآن ندخل جرّاء هذا المس المتمادي بصورة الدولة، في طرق جانبية، كل طريق منها يؤدي بنا الى طريق آخر يبعدنا عن الهدف المنشود، فيما المطلوب العودة الى الأوتوستراد الاساسي الذي يعني ضرورة العودة الى المبادئ الأساسية والى تصويب البوصلة نحو الاتجاه الصحيح الذي يتم من خلاله الحفاظ على الدولة وصورتها وهيبتها وحضورها، منعاً لاستمرار الخسارة على الجميع".

وشدد السنيورة على "الوحدة والتضامن لدعم رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ في مواجهة الضغوط التي يتعرض لها من بعض القوى التي تتوسّل العصبيات ​الطائف​ية والمذهبية والميليشيوية"، داعياً الى "واجب التصويت الكثيف في ​انتخابات​ طرابلس لكي تعطي المدينة الرسالة للوطن كله ولجميع اللبنانيين ولأشقائه العرب وللمجتمع الدولي، وهي أنّ الكثرة الكاثرة من اللبنانيين متمسّكة بـ"اتفاق الطائف" وبالدستور ومنطق الدولة القادرة وسلطتها العادلة على كل مرافقها وأراضيها، وكذلك بإعادة الاعتبار للكفاية والجدارة والانجاز في تَسلّم المناصب في إدارات الدولة ومؤسساتها".