أكد وزير العمل ​كميل أبو سليمان​ خلال ترؤسه أعمال ​الدورة​ 46 لمؤتمر العمل العرب أنه "يعقد مؤتمرنا في ظل مستجدات وأحداث إقتصادية وإجتماعية وسياسية نشهدها جميعا، وتفرض علينا تحديات هي من صميم اختصاصات ​منظمة العمل العربية​، الأمر الذي يستلزم تعزيز التعاون العربي المشترك ومد مجالاته وآفاقه لمجابهة هذه التحديات والتغلب عليها، في اطار الحوار الجاد و​البناء​ بين الشركاء الاجتماعيين على المستويين الوطني والعربي".

واعتبر أبو سليمان أن "هذه التحديات التي تواجه عالمنا العربي تقتضي منا جميعا الأخذ بزمام المبادرة والتحرك في الاتجاه الصحيح. وتقتضي أيضا وحدة الصف تجاه المصالح المشتركة والتكامل في استغلال الموارد لتحقيق تنمية شاملة تقوم على التعاون ومجابهة التحديات التي تواجهنا، وذلك كله من أجل غد أفضل تسود فيه روح التآخي والتعاون والعلاقات المتوازنة، بما يحقق مصالح أوطاننا وعالمنا العربي ويضمن حياة كريمة للأجيال المقبلة ضمن رؤية شاملة ومتكاملة تحفظ حقوق كل الجهات".

ولفت الى أنه "باعتبار أن علاقات العمل الجيدة القائمة على الحوار ركيزة أساسية لرسم السياسات الاجتماعية وتأمين الاستقرار الاجتماعي وخلق المناخ الملائم للتنمية، فقد أولتها منظمة العمل العربية مكانة متميزة باعتبارها تمثل أحد الثوابت الأساسية والمبادئ الراسخة التي تقوم عليها المنظمة، إذ لا سبيل للنهوض بالعلاقات المهنية إلا باعتماد الحوار الاجتماعي كوسيلة لبلوغ أهداف التنمية المستدامة. لذلك فإن اختيار علاقات العمل كعنوان ل​تقرير​ المدير العام المقدم لهذه الدورة جاء موفقا ومناسبا في هذا الظرف الراهن والتغيرات المتلاحقة، حيث يقدم رؤية غير تقليدية للربط بين علاقات العمل ومتطلبات التنمية المستدامة من خلال تأكيد أهمية تطوير علاقات العمل لتتواكب مع المتغيرات والمستجدات، واعتبارها الأساس المتين والوسيلة الأفضل للتوصل إلى وضع سياسات استراتيجية للتنمية المستدامة في بلداننا العربية، وتأمين الحماية الاجتماعية الشاملة ، وبناء مجتمع إنساني ومستقبل أفضل لشعوبنا العربية".

وأشار أبو سليمان الى أن "التطور التكنولوجي والمعرفي وبروز الأنماط ​الجديدة​ للعمل واندثار العديد من الوظائف، انعكست اثاره على واقع علاقات العمل مما يقتضي بلورة ثقافة تعاقدية متطورة تتناسب مع أشكال وأنماط العمل الجديدة، وهو ما هدف إليه هذا التقرير الهام. كما يحفل جدول أعمال المؤتمر بمواضيع غاية في الأهمية تشمل بندين فنيين حول "تعزيز دور ​الاقتصاد​ الازرق لدعم فرص التشغيل" و"دور التكنولوجيا الحديثة في إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل"، ستكون محورا لمناقشاتكم وأطروحاتكم بحيث يمكن أن تؤسس لتعاون عربي حقيقي يحقق منفعة وطنية وقومية ويعزز آليات التكامل الاقتصادي باعتباره السبيل الأمثل لبلوغ تنمية مستدامة".

وأشار إلى "أن القضية ال​فلسطين​ية تبقى في وجداننا جميعا وفي وجدان كل عربي، ورغم الجرائم اللاإنسانية التي ترتكبها قوات الاحتلال ليلا ونهارا والتي تتعارض مع المواثيق الدولية والشرائع السماوية"، وحيا ​الشعب الفلسطيني​ على "صموده وتضحياته المشهودة"، مؤكدا ان "الجميع مطالب بتقديم الدعم الفاعل للشعب الفلسطيني لمواجهة قوى الاستعمار والظلم، ولتعزيز قدرات سوق العمل الفلسطيني وتهيئة المناخ لقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها ​القدس​ الشريف".

وأعرب عن شكره لـ"كل من ساهم في الاعداد والتحضير لعقد هذه الدورة لمؤتمر العمل العربي، والتي أتمنى لها كل النجاح والتوفيق، وأن تصل إلى الأهداف التي نرجوها وتسهم في تحقيق السلم الاجتماعي وتوفير ​الأمن​ والاستقرار في وطننا العربي".